Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 64-64)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ طُغْيَاناً } { ٱلْعَدَاوَةَ } { ٱلْقِيَامَةِ } ( 64 ) - أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى أنَّ بَعْضَ اليَهُودِ وَصَفُوهُ تَعَالَى ذِكرُهُ بِأنَّهُ بَخِيلٌ ( يَدُهُ مَغْلُولَةٌ ) ، كَمَا وَصَفُوهُ بِأنَّهُ فَقِيرٌ ، وَهُمُ الأَغْنِيَاءُ ، فَلَعَنَهُمُ اللهُ عَلَى قَولِهِمْ هَذَا ، وَدَعَا عَلَيْهِمْ بِالبُخْلِ ( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ) ، وَبِانْقِبَاضِ أَيْدِيهِمْ عَنِ الإِنْفَاقِ فِي سَبيلِ اللهِ ، وَفِي سَبِيلِ الخَيْرِ . ( وَقِيلَ بَلِ المَقْصُودُ هُنا هُو َأنَّ اللهَ تَعَالَى دَعَا عَلَيْهِمْ بَأنْ تُغَلَّ أَيْدِيهِمْ بِالقُيُودِ وَالأغْلاَلِ ، وَتُرْبَطَ إلَى أَعْنَاقِهِمْ فِي الدُّنْيا وَهُمْ أُسَارَى ، وَفِي الآخِرَةِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) . وَرَدَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قَائِلاً : إنَّ يَدَيْهِ مَبْسُوطَتَانِ كَرَماً وَجُوداً ، وَهُوَ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ . وَيَقُولُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم إنَّ مَا أنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ خَفِيِّ أمُورِ هَؤُلاَءِ اليَهُودِ المُعَاصِرِينَ لِلرَّسُولِ ، وَمِنْ أحْوَالِ أسْلاَفِهِمْ ، وَشُؤُونِ كُتُبِهِمْ ، وَحَقَائِقِ تَارِيِخِهِمْ … هُوَ مِنْ أعْظَمِ الأدِلَّةِ عَلَى صِدْقِ نُبُوَّتِهِ ، وَصِحَّةِ مَا جَاءَهُمْ بِهِ ، فَكَانَ مِنَ المُفْتَرَضِ أنْ يَدْفَعَهُمْ هَذا إلى الإِيمَانِ بِمُحَمَّدٍ وَتَصْدِيقِهِ ، وَلَكِنَّهُمْ لِطُغْيَانِهِمْ وَتَجَاوُزِهِمُ الحُدُودَ فِي الكُفْرِ وَالحَسَدِ للمسلِمينَ لَمْ يَدْفَعْ ذَلِكَ إلَى الإيمَانِ إلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ، وَلَنْ يَزِيدَ أَكْثَرُهُمْ إلاّ طُغْيَاناً فِي بُغْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَدَاوَتِهِ ، وَكُفْراً بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ . ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ أَلْقَى بَيْنَ هَؤُلاَءِ الكَفَرَةِ الحَاسِدِينَ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ ، وَسَتَسْتَمِرَّانِ بَيْنَهُمْ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ ، فَلاَ تَجْتَمِعُ قُلُوبُهُمْ عَلَى كَلِمَةِ حَقٍّ ، وَسَتَشْغَلُهُمْ عَدَاوَةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ عَنِ الاجْتِمَاعِ عَلَى قِتَالِ المُؤْمِنِينَ ، وَأنَّهُمْ كُلَّما شَرَعُوا فِي إيقادِ نَارِ الحَرْبِ وَالفِتْنَةِ أطْفَأَهَا اللهُ ، وَرَدَّ كَيْدَهُمْ إلى نُحُورِهِمْ ، وَحَاقَ بِهِمْ مَكْرُهُمُ السَّيِّىءُ ، لأنَّهُمْ يَسْعَونَ إلى الإِفْسَادِ فِي الأَرْضِ ، وَاللهُ لاَ يُحِبُّ أهْلَ الفَسَادِ . يَدُهُ مَغْلُولَةٌ - يَدُهُ مَشْدُودَةٌ بِالقَيْدِ إلَى عُنُقِهِ وَالتَّعْبِيرُ هُنَا يُقْصَدُ بِهِ الكِنَايَةُ عَنِ البُخْلِ . أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ - أعَدُّوا العُدَّةَ لِشَنِّ الحَرْبِ . يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ - مُنْبَسِطَةٌ وَيُرَادُ بِهَا هُنَا التَّعْبِيرُ عَنِ الكَرَمِ .