Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 14-14)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
( 14 ) - يُنْكِرُ اللهُ تَعَالَى عَلَى المُنَافِقِينَ مُوَالاَتَهُمْ لِلْيَهُودِ ، وَمُنَاصَحَتَهُمْ إِيَّاهُمْ ، وَنَقْلَهُمْ أَسْرَارَ المُؤْمِنينَ إِلَيهِمِ . فَيَقُولُ تَعَالَى لِرَسُولِهِ الكَرِيمِ مَا مَعْنَاهُ : أَلاَ تَرَى إِلَى حَالِ هَؤُلاَءِ المُنَاقِقِينَ ، الذِينَ يَتَوَلَّوْنَ اليَهُودَ ، الذِينَ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ، لِكُفْرِهِمْ ، وَلِكِتْمَانِهِمْ رِسَالَةَ مُحَمَّدٍ ، وَهِيَ الحَقُّ الذِي يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ، إِنَّهَا لَحَالٌ تُثِيرُ العَجَبَ . فَهُمْ يُنَاصِحُونَ اليَهُودَ ، وَيُبَلِّغُونَهُمْ جَمِيعَ مَا يَعْرِفُونَهُ مِنْ دَخَائِلِ المُسْلِمِينَ ، اكْتِسَاباً لِوِدِّهِمْ وَصَدَاقَتِهِمْ ، وَهُمْ مَعَ المُؤْمِنينَ ، يَتَظَاهَرُونَ بِالإِيْمَانِ ، وَبِالإِخْلاَصِ لِلإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ . ثُمَّ يُخْبِرُ تَعَالَى : أَنَّ هَؤُلاَءِ المُنَافِقِينَ لَيْسُوا فِي الحَقِيقَةِ وَالوَاقِعِ مِنَ المُؤْمِنِينَ ، لأَِنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مُؤْمِنينَ لَطَبَعَ الإِيْمَانُ أَعْمَالَهُمْ . وَلَمَا وَالَوا اليَهُودَ أَعْدَاءَ اللهِ ، وَهُمْ فِي نَفْسِ الوَقْتِ لَيْسُوا مِنَ اليَهُودِ ، لأَِنَّهُمْ لاَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ فِي دِينِهِمْ ، وَلَكِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْتَفِظُوا بِمَوَدَّتِهِمْ ، فَقَدْ يَحْتَاجُونَ إِلَيهَا ، إِذَا دَارَتِ الدَّائِرَةُ عَلَى المُؤْمِنِينَ . وَيُؤَكِّدُ هَؤُلاَءِ المُنَافِقُونَ إِيمَانَهُمْ وَإِخْلاَصَهُمْ ، أَمَامَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَامَ المُؤْمِنينَ ، بِحَلْفِ الأَيْمَانِ الكَاذِبَةِ عَلَى أَنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ مُخْلِصُونَ فِيمَا يَقُولُونَ ، وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فِيمَا يَقُولُونَ ، لأَِنَّهُمْ لاَ يَعْتَقِدُونَ هُمْ أَنْفُسُهُمْ صِدْقَهُ . تَوَلَّوْا قَوْماً - اتَّخَذُوا اليَهُودَ أَوْلياءَ . غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ - هُمُ اليَهُودُ .