Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 1-1)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا } { مَرْضَاةَ } { أَزْوَاجِكَ } ( 1 ) - هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ إِثْرَ حَادِثٍ بَسِيطٍ وَقَعَ ، وَكَانَ مِنْ نَتِيجَتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَلَفَ عَلَى أَنْ يُحَرِّمَ عَلَى نَفْسِهِ العَسَلَ ( وَقِيلَ بَلْ حَلَفَ أَنْ يُحَرِّمَ عَلَى نَفْسِهِ أَمَتَهُ مَارِيَةَ القِبْطِيَّةَ ) . فَوَفْقاً لِلْرِوَايَةِ الأُولَى - كَمَا رَوَتْهَا أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا : كَانَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ شُرْبَ العَسَلِ ، وَكَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ العَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ ، وَكَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسََلاً ، فَتَوَاطَأَتْ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ عَلَى أَنْ يَقُلْنَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْهنَّ : إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ . ( والمَغَافِيرُ نَوْعٌ مِنْ صِمْغِ بَعْضِ الشَّجَرِ ) أَكَلْتَ مَغَافِيرَ . وَكَانَتْ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ مُتَصَافِيَتَيْنَ ، مُتَظَاهِرَتَينِ عَلَى سَائِرِ أَزْواجِ النَّبِيِّ . فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ عَلَى حَفْصَةَ قَالَتْ : أَكَلْتَ مَغَافِيرَ . فَقَالَ النَّبِيُّ لاَ ، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ . وَلَنْ أَعُودَ لَهُ ، وَقَدْ حَلَفْتُ فَلا تُخْبِري أَحَداً بِذَلِكَ ؛ وَلَكِنَّ حَفْصَةَ أَخْبَرَتْ عَائِشَةَ بِمَا تَمَّ . وَوَفْقاً لِلرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصَابَ جَارِيَته مَارِيَةَ ( أُمَّ ابنِهِ إِبْرَاهِيمَ عَليهِ السَّلاَمُ ) فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَقَالَتْ : أَيْ رَسُولَ اللهِ فِي بَيْتِي وَعَلَى فِرَاشِي ؟ فَجَعَلَهَا النَّبِيُّ عَليهِ حَرَاماً . فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ يُعَاتِبُهُ فِيهَا عَلَى تَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ ، وَأَمَرَهُ بِالتَّكْفِيرِ عَنْ يَمِينِهِ فَفَعَلَ . وَمَعْنَى الآيَةِ الكَرِيمَةِ : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ عَلَى نَفْسِكَ شَيْئاً أَحَلَّهُ اللهُ لَكَ ، وَأَنْتَ تُرِيدُ بِتَحْرِيمِهِ مرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ؟ وَاللهُ غَفُورٌ لِذُنُوبِ التَّائِبِينَ مِنْ عِبَادِهِ ، وَقَدْ غَفَرَ لَكَ امْتِنَاعَكَ عَمَّا أَحَلَّهُ اللهُ لَكَ ، وَهُوَ رَحِيمٌ بِعِبادِهِ المُؤْمِنِينَ لاَ يُعَاقِبُهُمْ عَلَى مَا سَبَقَ أَنْ غَفَرَهُ لَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ .