Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 7-7)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلطَّائِفَتِيْنِ } { بِكَلِمَاتِهِ } { ٱلْكَافِرِينَ } ( 7 ) - خَرَجَتْ قُرَيْشٌ إلَى بَدْرٍ وَهُمْ فِي حَوَالَي ألَفِ رَجُلٍ ، وَانْحَرَفَ أبُو سُفْيَانَ بِالقَافِلَةِ إلى طَرِيقِ البَحْرِ ، وَخَرَجَ المُسْلِمُونَ حَتَّى وَصَلُوا بَدْراً ، وَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ بِوُجُودِ قُرْيَشٍ بِالقُرْبِ مِنْهُمْ . وَلَمَّا عَلِمَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بِوُجُودِ قُرَيشٍ قَريباً مِنْهُمْ اسْتَشَارَ أصْحَابَهُ ، وَكَانُوا حَوَاليِ 317 رَجُلاً ، فِيمَا يَفْعَلُ . وَكَانَ يُرِيدُ مَعْرفَةَ رَأي الأَنْصَارِ ، لأنَّهُمْ كَانُوا الكَثْرَةَ مِنْ أصْحَابِهِ ، فَتَكَلَّمَ المُهَاجِرُونَ يُفَوِّضُونَ الأمْرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، وَالأنْصَارُ سَاكِتُونَ ، فَكَانَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يُكَرِّرُ طَلَبَ المَشُورَةِ ، يَقُولُ : أشيرُوا عَلَيَّ أيُّها النَّاسُ . وَفَطِنَ الصَّحَابِيُّ الجَلِيلُ سَعْدُ بْنُ معَاذٍ ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيهِ - وَهُوَ سَيِّدُ الأوْسِ - ، إلَى أنَّ الرَّسُولَ إنَّما يُرِيدُ مَعْرِفَةَ رَأي الأنْصَارِ وَمَوْقِفَهُمْ ، فَقَالَ قَوْلاً كَرِيماً ، وَفَوَّضَ الأمْرَ إلَى رَسُولِ اللهِ ، وَأَكَّدَ لَهُ أنَّهُمْ لَنْ يَتَخَلَّفُوا بِنُفُوسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ . وَوَعَدَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ الكَرِيمَ بِأنَّهُ سَيُظْفِرُهُ بِإحْدَى الطَّائِفَتَينِ ، فَإمَّا أنْ يَنْصُرَهُ عَلَى قُرَيشٍ فِي سَاحَةِ الحَرْبِ ، وَإمَّا أنْ يُمَكِّنَهُ مِنَ الاسْتِيلاَءِ عَلَى القَافِلَةِ وَكَانَ كَثيرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ - وَأَكْثَرُهُمْ فُقَرَاءُ - يُرِيدُونَ العِيرَ ، لأَنَّها تُصْلِحُ حَالَهُمْ مِنْ دُونِ تَعَرُّضٍ إِلَى مَخَاطِرِ الحَرْبِ . وَبَيْنَمَا كَانَ المُسْلِمُونَ يَتَشَاوَرُونَ اقْتَرَبَتْ قُرَيْشٌ كَثِيراً مِنْ مَوَاقِعِ المُسْلِمِينَ عَلَى غَيْرِ مَوْعِدٍ ، وَدُونَ أنْ يَعْلَمَ أحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِمَكَانِ الآخَرِ ، فَلَمْ يَتْرُكِ اللهُ خِيَاراً لأحَدٍ مِنَ الجَانِبَيْنِ ، فَكَانَتِ الحَرْبُ . وَكَانَ النَّصْرُ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَبِذَلِكَ ثَبَّتَ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ المُنَزَّلَةِ عَلَى رَسُولِهِ ، وَسَحَقَ قُوَّةَ المُشْرِكِينَ ، وَقَضَى عَلَى رُؤُوسِ الكُفْرِ فِي مَعْرَكَةِ بَدْرٍ ، وَأَذَلَّ الشِّرْكَ وَأهْلَهُ ، وَأَعَزَّ الإِسْلاَمَ وَأهْلَهُ . الطَّائِفَتَينِ - العِيرِ وَالقَافِلَةِ أوِ النَّفِيرِ . ذَاتِ الشَّوْكَةِ - ذَاتِ السِّلاحِ وَالقُوَّةِ وَهِيَ النَّفِيرُ . دَابِرَ الكَافِرِينَ - آخِرَهُمْ ، وَمَتى قُطِعَ الدَّابِرُ قُطِعَ الأوَّلُ وَهَلَكَ .