Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 1-1)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ عَاهَدْتُمْ } ( 1 ) - كَانَتْ هَذِهِ السُورَةُ مِنْ أوَاخِرِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ ، وَلَمْ يَكْتُبِ الصَحَابَةُ البَسْمَلَةَ فِي أوَّلِها ، اقْتِدَاءً بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، لأنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ إِنْ كَانَتْ تَابِعَةً لِسُورُةِ الأَنْفَالِ أوْ أَنَّهَا سُورَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ . وَأَوَّلُ هَذِهِ السُورَةِ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَفي هَذِهِ السَّنَةِ أرْسَلَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم أبَا بَكْرٍ أمِيراً لِلحَجِّ ، وَأتْبَعَهُ بِعَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ لِيَقْرأ عَلَى النَّاسِ سُورَةَ التَّوْبَةِ ، وَأنْ يَطْلُبَ مِنَ المُشْرِكِينَ أنْ لاَ يَحُجُّوا بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا . وَيُعلِمُ تَعَالَى المُسْلمينَ أنَّهُ وَرَسُولَهُ بَرِيئَانِ وَمُتَحَرِّرانِ مِنَ العُهُودِ ، التِي التَزَمَ بِهَا المُسْلِمُونَ مَعَ المُشْرِكينَ . وَالرَّأيُ الرَّاجِحُ أنَّ هَذِهِ البَرَاءَةَ هِيَ مِنَ العُهُودِ المُطْلَقَةِ غَيْرِ المُوَقَّتَةِ بِمُدَّةٍ مُعَينةٍ ، وَمِنْ عُهُودِ أهْلِ العُهُودِ الذِينَ ظَاهَرُوا عَلَى الرَّسُولِ ، وَنَقَضُوا عَهْدَهُمْ قَبْلَ انْقِضَاءِ مُدَّتِهِ ، لأنَّهُ تَعَالَى قَالَ فِيمَا بَعْدُ ، إنَّ الذِين تَقُومُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ المُسْلمِينَ عُهودٌ مُوَقَّتَةٌ ، ذَاتُ أجَلٍ مُعَيَّن ، يَجِبُ أنْ يُتِمَّ المُسْلِمُونَ لَهُمْ عَهْدَهُمْ إلى مُدَّتِهِمْ ، إذَا لَمْ يَكُونُوا قَدْ نَقَضُوا العَهْدَ ، وَظَاهَرُوا عَلَى المُسْلِمِينَ . وَمَنْ كَانَ عَهْدَهُ دُونَ أَرْبَعَةِ أشْهُرٍ فَيُكْمَلُ إلَى أَرْبَعَةِ أشْهُرٍ . بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ - تَبَرُّؤٌ وَتَبَاعُدٌ وَاصِلٌ مِنَ اللهِ . عَاهَدْتُم - فَنَقَضُوا العَهْدَ .