Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 107, Ayat: 1-7)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } قال مقاتل والكلبي : نزلت في العاص بن وائل السهمي ، السدي ومقاتل بن حيان وابن كيسان : يعني الوليد بن المغيرة ، الضحاك : في عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم ، وقيل : هيبرة بن أبي وهب المخزومي ، ابن جريح : كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين فأتاه يتيم فسأله شيئاً فقرعه بعصاه ، فأنزل الله سبحانه فيه { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } أي يقهره ويزجره ويدفعه عن حقّه ، الدع : الدفع في جفوة . قرأ أبو رجاء يدع اليتيم أي يتركه ويقصر في حقه { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } حدّثنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا ابن الشرقي قال : حدّثنا محمد ابن إسحاق الصعالي ببغداد قال : حدّثنا عمرو بن الربيع بن طارق قال : حدّثنا عكرمة بن إبراهيم عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعيد عن سعيد قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله سبحانه : { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } قال ابن عباس : هم المنافقون يتركون الصلاة في السرّ إذا غاب الناس ويصلونها في العلانية إذا حضروا . بيانه قوله سبحانه : { وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } [ النساء : 142 ] الآية ، مجاهد : لاهون غافلون عنها متهاونون بها ، وقال قتادة : ساه عنها لا يبالي صلى أم لم يصل . وأخبرني عقيل أن أبا الفرج أخبرهم عن ابن جرير قال : حدّثنا أبو كريب قال : حدّثنا معاوية بن هشام عن شيبان النحوي عن جابر الجعفي قال : حدّثني رجل عن أبي بردة الأسلمي قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } : " الله أكبر هذه خير لكم من أن لو أعطى كل رجل منكم مثل جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلواته وأن تركها لم يخف ربه " وبه عن ابن جرير قال : حدّثني أحمد بن عبد عبد الرحيم البرقي قال : حدّثنا عمرو بن أبي مسلمة قال سمعت عمر بن سليمان يحدّث عن عطاء بن دينار أنه قال : الحمد لله الذي قال : و { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } ولم يقل في صلاتهم ، الحسن : هو الذي إن صلاّها صلاها رياء وأن فاتته لم يندم ، أبو العالية : لا يصلونها لمواقيتها ولا يتمّون ركوعها ولا سجودها ، وعنه أيضاً : هو الذي إذا سجد قال برأسه هكذا وهكذا ملتفتاً ، الضحاك : هم الذين يتركون الصلاة . { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } أخبرنا أبو بكر الجمشادي حدّثنا أبو بكر القطيعي قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم قال : حدّثنا أبو عمر الضرير قال : حدّثنا أبو عوانة عن إسماعيل السهمي عن أبي صالح عن علي رضي الله عنه { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } قال : هي الزكاة ، وإليه ذهب ابن عمر والحسن وقتادة وابن الحنفية والضحاك . وأخبرنا الجمشادي قال : أخبرنا العطيفي قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم قال : حدّثنا أبو عمر الضرير قال : حدّثنا حماد عن عاصم عن زر عن عبد الله في الماعون قال : الفاس والدلو والقدر وأشباه ذلك وهي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس ، مجاهد عنه : هو العارية ومتاع البيت ، عطية عنه : هو الطاعة ، محمد بن كعب والكلبي : الماعون المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم ، سعيد بن المسيب والزهري ومقاتل : الماعون : المال بلغة قريش ، قال الأعشى : @ بأجود منه بماعونه إذا ما سماؤهم لم تغم @@ وأخبرنا محمد بن عبدوس في آخرين قالوا : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : حدّثنا محمد بن الجهم قال : حدّثنا الفراء قال : سمعت بعض العرب يقول : الماعون هو الماء ، وأنشدني فيه : @ يمج صَبيْرة الماعون صباً @@ والصبير : المنجاب . وقال أبو عبيد والمبرد : الماعون في الجاهلية : كلّ منفعة وعطية وعارية ، وهو في الإسلام : الطاعة والزكاة ، قال حسان بن قحافة : لا يحرم الماعون منه الخابطاً ، ويقول العرب : [ ولقد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعاً ] تعطيك الماعون ، أي الطاعة والإنقياد ، قال الشاعر : @ متى يجاهدهن بالبرين يخضعن أو يعطين بالماعون @@ وحكى الفراء أيضاً عن بعضهم أنه قال : ماعون من الماء المعين ، وقال قطرب : أصل الماعون من القلّة ، يقول العرب : ماله سعنة ولا معنة أي شيء قليل ، فسمّى الزكاة والصدقة والمعروف ماعوناً ، لأنه قليل من كثير ، وقيل : الماعون ما لا يحل منعه مثل الماء والملح والنار ، يدلّ عليه ما أخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا عمرو بن مرداس قال : حدّثنا محمد بن بكر قال : حدّثنا عثمان بن مطر عن الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب " عن عائشة أنّها قالت : يا رسول الله ما الذي لا يحلّ منعه قال : " الماء والملح والنار " . فقالت : يارسول الله هذا الماء فما بال النار والملح ؟ فقال لها : يا حميراء " من أعطى ناراً فكأنما تصدّق بجميع ما طبخ بذلك النار ، ومن أعطى ملحاً فكأنما تصدق بجميع ما طيّب بذلك الملح ، ومن سقى شربة من الماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق ( ستين نسمة ) ، ومن سقى شربة ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما إحيا نفساً " قال الراعي :