Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 111, Ayat: 1-3)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } . أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي قال : حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا عبد الله بن نمير قال : حدّثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " لما أنزل الله سبحانه : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } [ الشعراء : 214 ] أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى : يا صباحاه ، فأجتمع إليه الناس بين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني عدي أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذ الجبل يريد أن تغير عليكم صّدقتموني ؟ " قالوا : نعم ، قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب : تباً لكم سائر هذا اليوم ، وما دعوتموني إلا لهذا ؟ فأنزل { تَبَّتْ } " أي خابت وخسرت ، { يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } أي تب هو أخبر عن يديه والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كلّه كقوله سبحانه : { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [ الشورى : 30 ] و { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } [ البقرة : 95 ] ونحوها ، وقيل : اليد صلة يقول العرب : يد الدّهر ويد الرزايا والمنايا ، قال الشاعر : @ لما أكبّت يد الرزايا عليه نادى ألا مجير @@ وقيل : المراد به ماله وملكه يقال : فلان قليل ذات اليد ، يعنون به المال . والتباب الخسار والهلاك ، سمعت أبا القاسم الحبيبي يقول : سمعت محمد بن مسعود السوري قال : سمعت نفطويه قال : سمعت المنقري عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال : لما قتل عثمان رضي الله عنه سمعوا صوت هاتف من الجن يبكي . @ لقد خلّوك وأنصرفوا فما عطفوا ولا رجعوا ولم يوفوا بنذرهم فتبّاً للذي صنعوا @@ وأبو لهب هو ابن عبد المطلب واسمه عبد العزي فلذلك لم يسمّه ، وقيل اسمه كتيبة ، قال : مقاتل كنّي أبا لهب لحسنه وأشراق وجهه ، وكانت وجنتاه كأنهما تلتهبان . { وَتَبَّ } أبو لهب الواو فيه واو العطف ، وقرأ عبد الله وأُبي ( وقد تب ) فالأول دعاء والثاني كما يقال غفر الله لك ، وقد فعل وأهلكه الله وقد فعل ، والواو فيه واو الحال . وقراءة العامة { أَبِي لَهَبٍ } بفتح الهاء ، وقرأ أهل مكة بجزمها ، ولم يختلفوا في قوله : { ذَاتَ لَهَبٍ } أنه مفتوح الهاء ؛ لأنهم راعو فيه روس الأي . أخبرنا الحسين بن محمد قال : حدّثنا السني قال : حدّثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال : حدّثنا شريح بن يونس قال : حدّثنا هشيم قال : أخبرنا منصور عن الحكم عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : لما خلق الله القلم قال : أكتب ما هو كائن فكتب فمما كتب : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } . وأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله ابن المبارك الثعيري قال : حدّثنا محمد بن أشرس السلمي قال : حدّثنا عبد الصمد بن حسان المروِّ الروذيّ عن سفيان عن منصور قال : سئل الحسن عن قوله : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } هل كان في أم الكتاب وهل كان يستطيع أبو لهب أن لا يصلى النار ؟ فقال الحسن : والله ما كان يستطيع أن لا يصليها وإنها لفي كتاب الله قبل أن يخلق أبو لهب وأبواه . ويؤيد هذا ما أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال : أخبرنا جدّي أمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدّثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا معاوية بن عمرو قال : حدثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " احتج آدم وموسى فقال موسى : يا آدم أنت الذي خلقك الله سبحانه بيده ونفخ فيك من روحه أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة ، فقال آدم : وأنت موسى الذي أصطفاك الله بكلامه تلومني على عمل أعمله كتبه الله عليّ قبل أن يخلق السموات والأرض ، قال : فحج آدم موسى " . وأخبرنا محمد بن الفضل قال : أخبرنا جدي قال : حضر مجلس إسحاق بن إبراهيم وأنا على نمير الركاب فقرأ علينا قال : أخبرنا النظر بن شميل قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن عمار ابن أبي عمار مولى بني هاشم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقي موسى آدم فقال : أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته فأخرجت ولدك من الجنة ، قال له : يا موسى أنت الذي أصطفاك برسالته وكلّمك ، فأنا أقدّم أم الذكر ؟ قال : الذكر ، فحجّ آدم موسى فحج آدم موسى " . وأخبرنا محمد بن الفضل قال : أخبرنا جدّي قال : حدّثنا عبد الله بن محمد الزهري قال : حدّثنا سفيان قال : حدّثنا أبو الزياد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أحتج آدم وموسى فقال موسى : يا آدم أنت أبونا خيّبتنا وأخرجتنا من الجنة قال : آدم : ياموسى أصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدّره الله تعالى قبل أن يخلقني بأربعين سنة ، فحج آدم موسى فحج آدم موسى " . { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } قال : ابن مسعود : " لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرباءه الى الله سبحانه قال أبو لهب لأصحابه : إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فأني أفتدي نفسي وملكي وولدي ، فأنزل الله سبحانه { مَآ أَغْنَىٰ } " أي ما يغني ، وقيل : أي شيء أغنى عنه ماله من عذاب الله . قال : أبو العالية : يعني أغنامه ، وكان صاحب سائمة ومواش ، وما كسب : يعني ولده . قرأ الأعمش ( وما أكتسب ) ، ورواه عن ابن مسعود . أخبرنا الحسين بن محمد قال : حدّثنا أحمد بن حنبل قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن ابن خيثم عن أبي الطفيل قال : كنت عند ابن عباس يوماً فجاء بنو أبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقتتلوا عنده في البيت فقام يحجز بينهم فدفعه بعضهم فوقع على الفراش فغضب ابن عباس فقال : أخرجوا عني الكسب الخبيث ، يعني ولده أنهم كسبة . دليل هذا التأويل ما أخبرني ابن فنجويه [ … ] . أبو حمزة قال : حدّثني عمارة بن عمير التميمي عن عمته سودة قال : " قالت لعائشة آكل من مال ولدي فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أطيب ما أكل أحدكم من كسبه وأن ولده من كسبه " . { سَيَصْلَىٰ } هو سين سوف وقيل سين الوعد . وقراءة العامة بفتح الياء الاولى وقرأ أبو رجاء بضم الياء ، وقرأ شهب العقيلي بضم الياء وتشديد اللام . { نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } .