Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 113, Ayat: 1-5)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ } قال ابن عباس : هو سجن في جهنم ، وحدّثنا يعقوب عن هشيم قال : أخبرنا العوام عن عبد الجبار الخولاني قال : قدم رجل من أصحاب النبي عليه السلام الشام فنظر الى دور أهل الذمة وما فيها من العيش والنضارة ، وما وسع عليهم في دنياهم فقال : لا أُبالي ، أليس من ورائهم الفلق ؟ قال : قيل : وما الفلق ؟ قال : بيت إذا انفتح صاح جميع أهل النار من شدَّة حرَّه . وقال أبو عبد الرحمن الحبلي : الفلق هي جهنم ، وقال جابر بن عبد الله والحسن وسعيد ابن جبير ومجاهد وقتادة والقرظي وابن زيد : الفلق : الصبح ، وإليه ذهب ابن عباس ، ودليل هذا التأويل قوله تعالى : { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } [ الأنعام : 96 ] . الضحّاك والوالبي عن ابن عباس : معنى الفلق : الخلق . وهب : هو باب في جهنم . الكلبي : هو واد في جهنم ، وقال عبد الله بن عمرو : شجرة في النار ، وقيل : الفلق الجبال والصخور تنفلق بالمياه أي تتشقق ، وقيل : هو الرحم تنفلق عن الحيوان ، وقيل : الحبَّ والنوى تنفلق عن التراب ، دليله قوله سبحانه وتعالى : { فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ } [ الأنعام : 95 ] والأصل فيه الشق . وقال محمد بن علي الترمذي في هذه : كشف الله تعالى على قلوب خواص عباده فقذف النور فيها ، فانفلق الحجاب وانكشف الغطاء . { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } . أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا أبو برزة أو أحد بني شريك البزار قال : حدّثنا آدم بن أبي أياس قال : حدّثنا ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن " عن عائشة قالت : أخذ رسول الله عليه السلام بيدي فأشار الى القمر فقال : " يا عائشة استعيذي بالله من شرِّ هذا ؛ فإنّ هذا الغاسق إذا وقب " . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا عبد الرحمن بن خرزاد البصري بمكة قال : حدّثنا نصر بن علي قال : حدّثنا بكار بن عبد الله قال : حدّثنا ابن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه وتعالى : { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } قال : النجم إذا طلع " . وقال ابن عباس والحسن ومجاهد والقرظي والفرّاء وأبو عبيدة وابن قتيبة والزجّاج : الليل . قال ابن زيد : يعني والثريا إذ سقطت ، قال : وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها ، وأصل الغسق الظلمة والوقوف [ … ] إذا دخل وقال : أمان سكن نظلامه . وقيل : سُمّي الليل غاسقاً لأنه أبرد من النهار ، والغاسق : البارد ، والغسق : البرد . { وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ } يعني الساحرات اللائي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها ، والنفث : وشبه النفخ كما يعمل من يرقي . قال عنترة : @ فإن يبرأ فلم أنفث عليه وإنَّ يفقد محقّ له العقود @@ وقرأ عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن سابط : من شرِّ النافثات في وزن : فاعلات . { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } قال الحسين بن الفضل : إنَّ الله جمع الشرور في هذه الآية وختمها بالحسد ليعلم أنه أخسّ الطبائع .