Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 28-34)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ كُفْراً } يعني غيّروا نعمة الله عليهم في تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله منهم وفيهم فكفروا به وكذبوه فيصيروا نعمة الله عليهم كفراً { وَأَحَلُّواْ } وأنزلوا { قَوْمَهُمْ } ممن تابعهم على كفرهم { دَارَ ٱلْبَوَارِ } الهلاك ثم [ ترجم ] عن دار البوار ما هي . فقال : { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا } يدخلونها { وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } المستقر . عامر بن واثلة سمعت علي بن أبي طالب ح يقول في قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ } الآية قال : هم كفار قريش الذين نحروا يوم بدر . قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : هما الأفجران من قريش بني أُمية ، فأما بنو أُمية فمتعوا إلى حين ، وأما بنو مخزوم فأُهلكوا يوم بدر . ابن عباس : هم متنصرة العرب جبلة بن الأيهم وأصحابه . { وَجَعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ } قرأ الكوفيون بضم الياء على معنى ليضلوا الناس عن سبيله ، وقرأ الباقون بفتح الياء على اللزوم { قُلْ تَمَتَّعُواْ } عيشوا متاع الدنيا . { فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } وهذا وعيد . قوله : { قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } . قال الفراء : جزم : يقيموا بتأويل الجزاء ومعناه الأمر . { وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً } إلى قوله { وَلاَ خِلاَلٌ } مخالة فيقال خلت فلاناً فأنا أخاله مخالة وخلال وخلّة . قال امرؤ القيس : @ صرفت الهوى عنهن من خشية الردى وخلت بمقليّ الخلال ولا قالي @@ { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ } إلى قوله { ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَينَ } . قال ابن عباس : دوؤبهما في طاعة الله . { وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } متعاقبان في الضياء والظلمة والنقصان والزيادة { وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } يعني وآتاكم من كل شيء سألتموه شيئاً فحذف الشيء الثاني اكتفاءً بدلالة الكلام على التبعيض كقوله { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } [ النمل : 23 ] يعني وأُوتيت من كل شيء في زمانها شيئاً وقيل هو التكثير نحو قولك : فلان يعلم كل شيء وأتاه كل الناس ، وأنت تعني بعضهم نظيره قوله { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } [ الأنعام : 44 ] . وقال بعض المفسرين : معناه وآتاه من كل ما سألتموه وما لم تسألوه ، وهذه قراءة العامة بالإضافة [ … ] . وقرأ الحسن والضحاك وسلام : من كل ، بالتنوين على النفي يعني من كل مالم تسألوه فيكون ما يجد . قال الضحاك : أعطاكم أشياء ما طلبتموها ولا سألتموها ، صدق الله لكم من شيء أعطاناه الله ما سألناه إياه ولا خطرنا ببال . { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } لا تطيقوا ذكرها ولا القيام بشكرها لا بالجنان ولا باللسان ولا بالبيان { إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ } لشاكر غير من أنعم عليه واضع الشكر في غير موضعه { كَفَّارٌ } جحود لنعم الله ، وقيل ظلمه لنفسه بمعصيته كفار لربه في نعمته ، وقيل ظلوم في الشدة يشكو ويجزع ، كفار في النعمة يجمع ويمنع .