Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 85-89)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ } الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو متكيء على عسيب فمرَّ بقوم من اليهود ، فقال بعضهم : سلوه عن الروح ، وقال بعضهم : لاتسألوه ، فقام متكأ على العسيب ، قال عبد الله ، وأنا خلفه فظنيت أنه يوحي إليه فقال { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } . فقال بعضهم لبعض : قلنا لكم لا تسألوه ، وفي غير الحديث عن عبد الله ، قالوا : فكذلك نجد مثله إن الروح من أمر الله تعالى . وقال ابن عبّاس : قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا ما الروح وكيف يعذب الروح في الجسد ولم يكن نزل فيهم شيء ؟ فلم يجبهم فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) بهذه الآية . ويروى أن اليهود إجتمعوا فقالوا لقريش حين سألوهم عن شأن محمّد وحاله سألوا محمداً عن الروح . وعن فتية فقدوا في الزمان الأوّل ، وعن رجل بلغ شرق الأرض وغربها ، فإن أجاب في ذلك كله فهو بنبي وإن لم يجب من ذلك كله فليس بنبي ، وإن أجاب في بعض ذلك وأمسك عن البعض فهو نبي فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنها فأنزل الله عزّ وجلّ فيما سألوه عن الفتية قوله { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ } [ الكهف : 9 ] إلى آخر القصة . وأنزل عن الجواب الذي بلغ شرق الأرض وغربها { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ } [ الكهف : 83 ] إلى آخر القصة . وأنزل في الروح قوله { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ } الآية . واختلفوا في هذا الروح المسؤل عنه ماهو : فقال الحسن وقتادة : هو جبرئيل . قال قتادة : وكان ابن عبّاس يكتمه . وروى أبو الميسرة ممن حدثه عن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) أنه قال : في قوله { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ } الآية ، قال : هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه لكل وجه منها سبعون ألف لسان لكل لسان منها سبعون ألف لغة ، يسبح الله عزّ وجلّ بتلك اللغات كلها ، يخلق من كل تسبيحة ملك يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة . ابن عبّاس : الروح خلق من خلق الله صورهم على صور بني آدم ، وما نزل من السماء ملك إلاّ ومعه واحد من الروح . أبو صالح : الروح كهيئة الأنسان وليسوا بناس . مجاهد : الروح على صورة بني آدم لهم أيد وأرجل ورؤوس يأكلون الطعام وليسوا بملائكة . سعيد بن جبير : لم يخلق الله خلقاً أعظم من الروح غير العرش ولو شاء أن بلغ السماوات السبع والأرضين السبع ومن فيها بلقمة واحدة لفعل صورة ، خلقه على صورة الملائكة وصورة وجهه على صورة وجه الآدميين ، فيقوم يوم القيامة وهو ممن يشفع لأهل التوحيد لولا أن سندس الملائكة ستراً من نور لاحترق أهل السماوات من نوره . وقال قوم : هو الروح المركب في الخلق الذي يفقده [ فأوهم وبوجوده مقاديم ] . وقال بعضهم : أراد بالروح القرآن وذلك أن المشركين قالوا : يا محمّد من أتاك بهذا القرآن ، فأنزل الله تعالى بهذه الآية وبيّن أنه من عنده { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } يعني القرآن { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } ناصراً ينصرك ويرده عليك . وقال الحسن : وكيلاً ناصراً يمنعك منا إذا أردناك . { إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } يعني لكن لايشاء ربك رحمة من ذلك ، { إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً } . هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو معصوب الرأس من وجع فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : " أيها الناس ما هذه الكتب التي يكتبون الكتاب غير كتاب الله يوشك أن يغضب الله لكتابه فلا يدع ورقاً إلاّ قليلاً إلاّ أخذ منه " . قالوا : يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ ؟ قال : " من أراد الله به خيراً أبقى في قلبه لا إله إلاّ الله " " . وروى شداد بن معقل عن عبد الله بن مسعود قال : إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة والمصلين قوم لا دين لهم ، وإن هذا القرآن تصبحون يوماً وما معكم منه شيء ، فقال رجل : كيف يكون ذلك يا أبا عبد الرحمن وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا نعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة . قال : يسري به في ليلة فيذهب بما في المصاحب ما في القلوب [ فتصبح الناس كالبهائم ] ثمّ قرأ عبد الله { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } الآية . وروى موسى بن عبيدة عن صفوان بن سليم عن ناجية بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن عبد الله قال : إكثروا الطواف بالبيت قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه وأكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع ؟ قالوا : هذه المصاحف يرفع فكيف بما في صدور الرجال . قال : يسري عليه ليلاً يصبحون منه فقراء [ وينسون ] قول لا إله إلاّ الله فيتبعون في قول أهل الجاهلية وإشعارهم فذلك حين يقع عليهم القول . وعن عبد الله بن عمرو قال : لا يقوم الساعة حتّى يرفع القرآن من حيث نزل له دوي كدوي النحل فيقول الله تعالى : ما بالك ، فيقول : منك خرجت وإليك أعود اُتلى ولا يعمل فيَّ . { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } لايقدرون على ذلك . قال السدي : لايأتون بمثله لأنه غير مخلوق ولو كان مخلوقاً لأتوا بمثله . { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } عوناً . نزلت هذه الآية حين قال الكفار : لو شئنا لقلنا مثل هذا فأكذبهم الله تعالى { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ } إلى قوله { إِلاَّ كُفُوراً } جحوداً .