Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 88-98)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } يعني اليهود والنصارى ، ومن زعموا أنَّ الملائكة بنات الله ، وقرأ حمزة والكسائي وُلداً بضممّالواو وجزم اللام وهي أربعة مواضع ها هنا ، وحرف في سورة الزخرف ، وحرف في سورة نوح ، والباقون بالفتح ، وهما لغتان مثل العرب والعُرب والعجم والعُجم . قال الشاعر : @ فليت فلاناً كان في بطن أُمّه وليت فلاناً كان ولْد حمار @@ مخففاً وقيس بجعل الولد بالضم جمعاً والولد بالفتح واحداً . { لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } قال ابن عباس : منكراً ، وقال قتادة ومجاهد : عظيماً ، وقال الضحاك : فظيعاً وقال مقاتل : معناه لقد قلتم قولاً عظيماً ، نظيره قوله { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } [ الإسراء : 40 ] وإلادّ في كلام العرب أعظم الدواهي ، قال رؤبة : @ نطح شىّ أد رؤوس الأداد @@ وفيه ثلاث لغات : إدّ بالكسر وهي قراءة العامة ، وأد بالفتح وهي قراءة السلمي ، وآد مثل ماد وهي لغة بعض العرب { تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ } قرأ نافع والكسائي بالياء لتقديم الفعل ، وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث السماوات { يَتَفَطَّرْنَ } يتشقّقن منه وقرأ أبو عمرو ينفطرن بالنون من الانفطار وهو اختيار أبي عبد اللَّه لقوله عز وجل { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } [ الإنفطار : 1 ] وقوله { ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } [ المزمل : 18 ] الباقون بالتاء من التفطّر { وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً } قال ابن عباس : وقرأ مقاتل : وقطعاً وقال عطاء : هدماً ، أبو عبيد : سقوطاً { أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } يعني لأن دعوا ، ومن قرأ جعلوا وقالوا للرحمن ولداً ، قال ابن عباس وأُبي بن كعب : فزعت السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلاّ الثقلين وكادت أن تزول وغضبت الملائكة واستعرت جهنم وقالوا لله عزّ وجلّ ولد ، ثم نفى سبحانه عن نفسه الولد فقال { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } يعني انه لا يفعل ذلك ولا يحتاج إليه ولا يوصف به { إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً } لا ولداً { لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً } أنفاسهم وأيامهم فلا يخفى عليه شيء { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ } جائيه { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَرْدا } وحيداً فريداً بعمله ليس معه شيء من الدنيا . وأخبرنا عبد الله بن حامد ، حدَّثنا محمد بن جعفر بن يزيد ، حدَّثنا أحمد بن عبيد المؤدب ، حدَّثنا عبد الرزاق ، وحدَّثنا عبد الله ، نبّأ محمد بن الحسن ، نبّأ أحمد بن يوسف السلمي ، نبّأ عبد الرزاق ، حدَّثنا معمر عن همام بن منبه قال : هذا ما حدَّثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قال : " قال الله عزّ وجلّ : كذبني عبدي وشتمني ولم يكن له ذلك ، أما تكذيبه إياّي فأن يقول : لن يعيدنا كما بَدأنا ، وأمّا شتمه إياي فأن يقول : اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أُولد ولم يكن لي كفؤاً أحد " . { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } أي حبّاً يحبّهم ويحبّبهم إلى عباده المؤمنين من أهل السماوات والأرضين . أخبرنا عبد الخالق بن علىّ بن عبد الخالق أبو القاسم العاصي أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن حمزه عن الحسن الصوّاف ببغداد ، قال أبو جعفر الحسن بن علي الفارسي ، عن إسحاق بن بشر الكوفي ، عن خالد بن يزيد عن يزيد الزيات ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن البراء عن عازب قال : " قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : يا علي قل : اللهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة ، فأنزل الله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } " الآية . وأخبرنا عبد الله بن حامد ، أنبأ عبدوس بن الحسين ، نبّأ أبو حاتم بن أبي أويس ، حدَّثني مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : أنّه قال : " إذا أحبّ الله العبد قال لجبرئيل : يا جبرئيل قد أحببت فلاناً فأحّبه ، فيحبّه جبرائيل ثمَّ ينادي في أهل السماء : إنّ الله عزّ وجلّ قد أحب فلاناً فأحبّوه ، فيحبّه أهل السماء ثم يضع له المحبّة في الأرض وإذا أبغض العبد ، قال مالك : لا أحسبه إلاّ قال فى البغض مثل ذلك " . وأخبرنا عبد الله بن حامد عن محمد بن يعقوب عن يحيى بن أبي طالب عن عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة في قوله { سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } قال : إي والله ودّ في قلوب أهل الإيمان ، وان هرم بن حيّان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل إلا أقبل الله عزّ وجلّ بقلوب أهل الإيمان إليه حتّى يورثه مودّتهم ورحمتهم . { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ } سهّلناه يعني القرآن { بِلِسَانِكَ } يا محمد { لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ } يعني المؤمنين { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } قال ابن عباس : شداداً في الخصومة وقال الضحاك : جدلاً بالباطل ، وقال مقاتل : خصماً ، وقال الحسن : صُمّاً ، وقال الربيع : صمّ آذان القلوب ، وهو جمع ألدّ يقال : رجل ألدّ إذا كان من عادته مخاصمة الناس . وقال مجاهد : الألدّ الظالم الذي لا يستقيم ، وقال أبو عبيد : الألدّ الذي لا يقبل الحق ويدّعي الباطل ، قال الله تعالى { وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } [ البقرة : 204 ] . أخبرنا عبد الله بن حامد ، أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين بن السوقي ، نبّأ أبو الازهر نبّأ أبو أُسامة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أبغض الرجال إلى الله تعالى الألدّ الخصم " . ثمّ خوّف أهل مكة فقال : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ } هل ترى ، وقيل : تجد منهم من أحد { أو تسمع لهم ركزاً } وهو الصوت الخفيّ ، قال ذو الرمّة : @ وقد توجّس ركزاً من سنابكها إذ كان صاحب أرض أو به الموم @@ قال أبو عبيدة : الركز : الصوت والحركة الذي لا يفهمه كركز الكتيبة ، وأنشد بيت لبيد :