Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 253-254)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُمْ مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ } ، قال الأخفش : أي كلّمه الله لقوله : { فِيهَا مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ } [ فصلت : 31 ] وزان { مَا تَشْتَهِيهِ } [ الزخرف : 71 ] . { وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } الربيع بن الهيثم قال : لا أُفضّل على نبيّنا أحداً ولا أفضّل بعده على إبراهيم أحداً . { وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِم } أي من بعد الرسل { مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ وَلَـٰكِنِ ٱخْتَلَفُواْ فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ } ثبت على إيمانه { وَمِنْهُمْ مَّن كَفَرَ } فتهوّد وتنصّر وكانوا يعقوبيّة ونسطوريّة وملكائيّة ثم تحاربوا { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلُواْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } فيوفّق من يشاء عدلاً ويخذل مَنْ يشاء عدلاً . وعن الحرث الأعور قال : قام رجل إلى عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، قال : طريق مظلم لا تسلكه . قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، قال : بحر عميق لا تلجه ، قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، قال : سرّ الله قد خفي عليك فلا تفشه ، قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، فقال عليّ عليه السلام : أيُّها السائل إن الله خلقك كما شاء أو كما شئت ؟ . فقال : كما شاء . قال : فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت ؟ . قال : كما شاء . قال : أيّها السائل ألك مع الله مشيئة أو فوق الله مشيئة أو دون الله مشيئة ؟ فإن زعمت أن لك دون الله مشيئة فقد أكتفيت عن مشيئة الله ، وإن زعمت أنّ لك فوق الله مشيئة فقد زعمت أن مشيئتك غالبة على مشيئة الله ، وإن زعمت أن لك مع الله مشيئة فقد أدعيت الشركة ، ألست تسأل ربّك العافية ؟ قال : بلى . قال : فمن أي شيء تسأله ، أمن البلاء الذي ابتلاك به ، أم من البلاء الذي ابتلاك به غيره ؟ . قال : من البلاء الذي ابتلاني به . قال : ألست تقول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ؟ قال : بلى . قال : فتعلّم تفسيرها ؟ قال : لا ، علّمني يا أمير المؤمنين مما علمك الله . قال : تفسيرها : أن العبد لا يقدر على طاعة الله ولا يكون له قوّة على معصية الله في الأمرين جميعاً إلاّ بالله ، أيّها السائل إن الله عزّ وجلّ [ يصح ويداوي ، منه الداء ومنه الدواء ] أعقلت عن الله أمره . قال : نعم . قال علي ( رضي الله عنه ) : الآن أسلم أخوكم قوموا فصافحوه . ثم قال : لو وجدت رجلاً من القدرية لأخذت برقبته فلا أزال أطأ عنقه حتى أكسرها فإنّهم يهود هذه الأمّة ونصاراها ومجوسها . وقال المزني : سمعت الشافعي يقول : @ وما شئتَ كانَ وإن لم أشأ وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن @@ { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم } يعني صدقة التطوّع والنفقة في الخير { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } [ … ] { وَلاَ خُلَّةٌ } ولا صداقة { وَلاَ شَفَاعَةٌ } إلاّ بإذن الله ، قرأها كلّها بالنصب ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وقرأ الباقون كلّها بالرفع والتنوين ، وكلا الوجهين سائغ في [ العربيّة ] . { وَٱلْكَافِرُونَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } لأنّهم وضعوا العبادة في غير موضعها .