Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 91-93)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } يعني القرآن . { قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا } يعني التوراة . { وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ } أي بما سواه وبعده . { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن . { مُصَدِّقاً } نصب على الحال . { لِّمَا مَعَهُمْ } قل لهم يا محمّد : { قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ } ولمَ أصله ولما فحذفت الألف فرقاً بين الخبر والأستفهام كقولهم : فيم وبم ولم وممّ وعلام وحقام ، وهذا جواب لقولهم : نؤمن بما أنُزل علينا . فقال الله عزّ وجلّ { فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ } . { إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } بالتوراة وقد خنتم فيها من قتل الأنبياء { وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالدلالات اللايحات - والعلامات الواضحات . { ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ } أي من بعد انطلاقه إلى الجبل { وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } . { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ } أي استجيبوا واطيعوا سميت الطاعة سمعاً على المجاز لأنّه سبب الطّاعة والأجابة ومنه قولهم : سَمِع الله لمن حمده أي أجابه ، وقال الشاعر : @ دعوت الله حتّى خفتُ ألاّ يكون الله يسمع ما أقول @@ أي يجب . { قَالُواْ سَمِعْنَا } قولك . { وَعَصَيْنَا } أمرك [ أو سمعنا بالآذان وعصينا بالقلوب ] . قال أهل المعاني : إنّهم لم يقولوا هذا بألسنتهم ، ولكن لما سمعوا الأمر وتلقوه بالعصيان نُسب ذلك عنهم إلى القول أتساعاً ، كقول الشاعر @ ومنهل ذبّابة في عيطل يقلن للرائد عشبت أنزل @@ { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ } أي حبّ العجل ، كقوله تعالى { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] ، وقال النابغة : @ فكيف يواصل من اصبحت خلالة كأني مرحب @@ أي لخلاله أني مرحب ، ومعناه أدخل في قلوبهم حبّ العجل ، وخالطها ذلك كاشراب اللون لشدة الملازمة . { بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } أن تعبدوا العجل من دون الله [ فالله لا يأمر بعبادة العجل ] . { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } بزعمكم وذلك إنّهم قالوا : نؤمن بما أُنزل علينا ، فكذبهم الله تعالى .