Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 61-72)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذٰلِكَ } يعني هذا الذي أنصر المظلوم بأنّي القادر على ما أشاء ، فمن قدرته أنّه { بِأَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱللَّيْلِ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ } بالياء بصري كوفي غير أبي بكر ، الباقون : بالتاء { مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ } فلا شيء أعلى منه ولأنّه تعالى عن الأشباه والأشكال { ٱلْكَبِيرُ } العظيم الذي كلّ شيء دونه فلا شيء أعظم منه . { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً } بالنبات ، رفع فتصبح لأن ظاهر الآية استفهام ومعناه الخبر ، مجازها : اعلم يا محمّد أن الله ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة ، وإن شئت قلت : قد رأيت أنَّ الله أنزل من السماء ماءً ، كقول الشاعر : @ ألم تسألِ الربع القديم فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق @@ معناه : قد سألته فنطق . { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ } يعني لكيلا تسقط على الأرض { إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ * وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ } ولم تكونوا شيئاً { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم وفناء أعماركم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } للثواب والعقاب { إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ } لجحود لما ظهر من الآيات والدلالات . { لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً } مألفاً يألفونه وموضعاً يعتادونه لعبادة الله ، وأصل المنسك في كلام العرب الموضع المعتاد لعمل خير أو شرّ يقال : إن لفلان منسكاً أي مكاناً يغشاه ويألفه للعبادة ، ومنه مناسك الحج لتردّد الناس إلى الأماكن التي تعمل فيها أعمال الحج والعمرة . وقال ابن عباس : { لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً } أي عيداً . وقال مجاهد وقتادة : موضع قربان يذبحون فيه ، غيرهم : أراد جميع العبادات . { فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ } أي في أمر الذبح ، نزلت في بديل بن ورقاء وبشر بن سفيان ويزيد بن الخنيس قالوا لأصحاب رسول الله ( عليه السلام ) : ما لكم تأكلون ما تقتلون بأيديكم ولا تأكلون ما قتله الله ؟ » . { وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ } دين ربّك { إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ * وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * ٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } فتعرفون حينئذ المحقّ من المبطل والاختلاف ذهاب كلّ واحد من الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر ، وهذا أدب حسنٌ علّم الله سبحانه فيمن جادل على سبيل التعنّت والمراء كفعل السفهاء أن لا يجادل ولا يناظر ، ويدفع بهذا القول الذي علّمه الله سبحانه لنبيّه ( عليه السلام ) . { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ذٰلِكَ } كلّه { فِي كِتَابٍ } يعني اللوح المحفوظ { إِنَّ ذٰلِكَ } يعني علمه تعالى بجميع ذلك { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ * وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ } الكافرين { مِن نَّصِيرٍ } يمنعهم من عذاب الله . { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ } بيّن ذلك في وجوههم بالكراهة والعبوس . { يَكَادُونَ يَسْطُونَ } يقعون ويبطشون { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } وأصل السطو : القهر . { قُلْ } يا محمد لهم { أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ } أي بشرّ لكم وأكره إليكم من هذا القرآن الذي تسمعون { ٱلنَّارُ } أي هي النار { وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } .