Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 19-27)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } يعني آدم ( عليه السلام ) . { ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } يعني ذُريته . { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } من جنسكم ولم يجعلهنّ من الجِنّ ، وقيل : من ضلع آدم وقيل : من نطف الرجال . { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً } أُلفة ومحبّة { وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } أخبرني الحسين بن محمد ، عن موسى بن محمد بن علي قال : أخبرني أبو شعيب الحراني ، عن يحيى بن عبدالله البابلي ، عن صفوان بن عمرو ، عن المشيخة أنَّ رجلاً أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبيّ الله لقد عجبتُ من أمر وإنَّه لعجب ، إنّ الرجل ليتزوّج المرأة وما رآها وما رأتهُ قط حتى إذا ابتنى بها اصطحبا وما شيء أحبّ إليهما من الآخر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ } فعربي وأعجمي " . { وَأَلْوَانِكُمْ } أبيض وأسود وأحمر وأنتم وُلْد رجل واحد وامرأة واحدة . { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالَمِينَ } بكسر اللاّم حفص ، والياقوت بفتحها . { وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } وحذف أنْ من قوله ( يريكم ) لدلالة الكلام عليه ، كقول طرفه : @ ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى وإن اشهد اللذات هل أنت مخلدي @@ أراد أنْ أَحضَر . وقيل : هو على التقدّيم والتأخير تقديره : ويريكم البرق خوفاً ، من آياته . { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } أي من قبوركم ، عن ابن عبّاس { إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } منها ، وأكثر العلماء على أنَّ معنى الآية ثمّ إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون من الأرض . { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ * وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } فقرأ ابن مسعود : يبدي ، ودليله قوله : { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ } [ البروج : 13 ] . ودليل العامّة { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } [ الأعراف : 29 ] { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [ الروم : 27 ] قال الربيع بن خيثم والحسن : وهو هيّن عليه وما شيء عليه بعزيز ، وهي رواية العوفي عن ابن عبّاس ، وهذا كقول الفرزدق : @ إنّ الذي سمك السماء بنا لها بيتاً دعائمُهُ أعزّ وأطولُ @@ أي عزيزة طويلة . وقال آخر : @ لعمركَ إنَّ الزبرقان لباذل معروفه عند السنين وأفضلُ @@ أي فاضل . وقال مجاهد وعكرمة : الإعادة أهون عليه من البدأة أي أيسر . وهي رواية الوالبي عن ابن عبّاس : ووجه هذا التأويل أنّ هذا مَثَل ضربه الله تعالى ، يقول : إعادة الشيء على الخلق أهون من ابتدائه فينبغي أن يكون البعث أهون عليه عندكم من الإنشاء . وقال قوم : وهو أهون عليه ، أي على الخلق ، يُصاح بهم صيحة فيقومون ، ويقال لهم : كونوا فيكونون أهون عليهم من أن يكونوا نطفاً ثمّ علقاً ثمّ مضغاً إلى أن يصيروا رجالاً ونساء . وهذا معنى رواية حسان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عبّاس واختيار قطرب . { وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ } أي الصفة العليا { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } قال ابن عبّاس : ليس كمثله شيء . وقال قتادة : مثله أنّه لا إله إلاّ هو ولا ربّ غيره . { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }