Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 1-8)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } يعني في أجنحة الملائكة . أخبرنا عبد الله بن حامد قال : حدّثنا ابن شاذان قال : حدّثنا جعونة بن محمد قال : حدّثنا صالح بن محمد قال : حدثنا مسلم بن اياس عن عبد الله بن المبارك عن ليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب " أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبرائيل ( عليه السلام ) : أن يتراءى لهُ في صورته ، فقال له جبرائيل ( عليه السلام ) . " إنك لن تطيق ذلك " . قال : " إني أُحبُّ أن تفعل " . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلّى في ليلة مقمرة ، فأتاه جبرائيل ( عليه السلام ) في صورته ، فغشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه ، فلما أفاق وجبرائيل ( عليه السلام ) مسنده واضعاً إحدى يديه على صدره والأُخرى بين كتفيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ما كنت أرى أنّ شيئاً من الخلق هكذا " . فقال جبرائيل عليه السلام : " فكيف لو رأيت إسرافيل عليه السلام ؟ إنّ له لاثني عشر جناحاً ؛ جناح منها بالمشرق وجناح بالمغرب ، وإنّ العرش على كاهله وإنه ليتضاءل الأحايين لعظمة الله عز وجل حتى يعود هذا الوصع والوصع عصفور صغير حتى ما يحمل عرشه إلاّ عظمته " . وأخبرني أبو الحسن الساماني قال : أخبرني أبو حامد البلالي عن العباس بن محمد الدوري قال : أخبرني أبو عاصم النبيل عن صالح التاجي عن ابن جريج عن ابن شهاب في قول الله عز وجل : { يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } قال : حسن الصورة . وأخبرني الحسين بن محمد عن أحمد بن جعفر بن حمدان عن عبد الله بن محمد بن سنان عن سلمة بن حبان عن صالح التاجي عن الهيثم القارئ قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال : أنت الهيثم الذي تزين القرآن بصوتك ؟ جزاك الله خيراً ، وقيل : الخطّ الحسن . أخبرنا ابن فنجويه عن ابن شيبة عن ابن زنجويه عن سلمة عن يحيى بن أحمد الفزار ويحيى ابن أكثم قالا : أخبرنا أبو اليمان عن عاصم بن مهاجر الكلاعي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخط الحسن يزيد الحق وضحاً " . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا عبد الله بن يوسف قال : حدّثني الحسن بن علي بن يزيد الوشاء عن علي بن سهل الرملي قال : أخبرني الوليد بن مسلم عن خليد بن دعلج عن قتادة في قول الله عز وجل : { يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } قال : الملاحة في العينين . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } من الزيادة والنقصان . { مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ } نعمة ، { فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا } : لا يستطيع أحد حبسها { وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } فيما أمسك { ٱلْحَكِيمُ } فيما أرسل . { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ } . قرأ سفيان بن سلمة وأبو جعفر وحمزة والأعمش والكسائي : { غَيْرُ } بالخفض وهو اختيار أبي عبيد . الياقوت : بالرفع . وهذه الآية حجة على القدرية ؛ لأنه نفى خالقاً غيره وهم يثبتون معه خالقين كثيرين . { يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ * وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } فعزى نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ * يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } ، قراءة العامة بفتح الغين ، وهو الشيطان ، وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حبيش قال : حدّثنا أبو القاسم بن الفضل قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أحمد بن يزيد المقري عن محمد بن المصفى عن أبي حياة ، قرأ : { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } برفع الغين ، وهي قراءة ابن السماك العدوي يدل عليه وماحدثنا . قال : أخبرناعبد الله بن حامد محمد بن خالد قال : أخبرنا داوُد بن سليمان قال : أخبرنا عبد بن حميد عن يحيى بن عبد الحميد عن ابن المبارك عن عبد الله بن عقبة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير : { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } قال : أن يعمل المعصية ويتمنّى العفو . { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً } : فعادوه ولا تطيعوه { إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ } : أشياعه وأولياءه { لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } ليسوقهم إلى النار ، فهذه عداوته ثم بيّن حال موافقيه ومخالفيه فقال عزّ من قائل : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } . قوله : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ } أي شُبّة وموّه وحُسّنَ له { سُوۤءُ } : قبح عمله وفعله { فَرَآهُ حَسَناً } زين ذلك الشيطان بالوسواس ونفسه تميله إلى الشبهة وترك النظر في الحجة المؤدية إلى الحق ، والله سبحانه وتعالى يخلقه ذلك في قلبه ، وجوابه محذوف مجازه : أفمن زين له سُوء عمله كمن لم يزين له سوء عمله ورأى الحق حقاً والباطل باطلاً ؟ نظيره قوله : { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [ الرعد : 33 ] ، وقوله { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } [ الزمر : 9 ] ونحوها . وقيل : معناه : أفمن زين له سوء عمله فأضلّه الله كمن هداه ؟ دليله قوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } . وقيل : معناه تحت قوله : { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } ، فيكون معناه : أفمن زُيّن له سوء عمله فأضله الله ذهبت نفسك عليه حسرة ، أي تتحسف عليه ؟ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، وقال الحسين بن الفضل : فيه تقديم وتأخير ، مجازه : أفمن زُيّن له سوء عمله فرآه حسناً فلا تُذهب نفسك عليهم حسرات فإنّ الله يُضلّ من يشاء ويهدي من يشاء ، والحسرة : شدة الحزن على ما فات من الأمر . وقراءة العامة : ( تذهَبَ نفسُك ) : بفتح الباء والهاء وضم السين ، وقرأ أبو جعفر بضم التاء وكسر الهاء وفتح السين ، ومعنى الآية : لا تغتم بكفرهم وهلاكهم إذ لم يؤمنوا ، نظيره { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ } [ الكهف : 6 ] [ الشعراء : 3 ] . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } .