Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 1-8)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ } . قال الفراء : معناه هذا تنزيل الكتاب ، وإن شئت رفعته لمن ، مجازه : من الله تنزيل الكتاب ، وإن شئت جعلته إبتداء وخبره ممّا بعده . { مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ * إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } أيّ الطاعة { ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ } قال قتادة : شهادة ان لا إله إلاّ الله . قال أهل المعاني : لايستحق الدين الخالص إلاّ الله . { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } يعني الأصنام { مَا نَعْبُدُهُمْ } مجازه قالوا ما نعدهم . { إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } . قال قتادة : وذلك أنهم كانوا إذا قيل لهم من ربكم ومن خلقكم وخلق السماوات والأرض ونزل من السماء ماء ؟ قالوا : الله . فيقال لهم : فما يعني عبادتكم الأوثان ؟ قالوا : ليقربونا إلى الله زلفى وتشفع لنا عند الله . قال الكلبي : وجوابه في الأحقاف { فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ } [ الأحقاف : 28 ] الآية . { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } يوم القيامةِّ { فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من أمر الدين { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لدينه وحجته { مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ * لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } كما زعموا { لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ سُبْحَانَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ * خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَار عَلَى ٱللَّيْلِ } . قال قتادة : يعني يغشي هذا هذا ويغشي هذا هذا ، نظيره قوله : { يُغْشِي ٱلْلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ } [ الأعراف : 54 ] . وقال المؤرخ : يدخل هذا على هذا وهذا على هذا ، نظيره قوله : { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } [ فاطر : 13 ] . قال مجاهد : يُدور . وقال الحسن وابن حيان والكلبي : ينقص من الليل فيزيد في النهار وينقص من النهار فيزيد في الليل ، فما نقص من الليل دخل في النهار ومانقص من النهار دخل في الليل ، ومنتهى النقصان تسع ساعات ومنتهى الزيادة خمسة عشر ساعة ، وأصل التكوير اللف والجمع ، ومنه كور العمامة . { وَسَخَّـرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُـلٌّ يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ * خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ } وأنشأ { وَأَنزَلَ لَكُمْ } وقال بعض أهل المعاني : جعلنا لكم نزلاً ورزقاً . { مِّنَ ٱلأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } أصناف وأفراد ، تفسيرها في سورة الأنعام { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُـمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ } نطفة ثم علقة ثم مضغة ، كما قال : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } [ نوح : 14 ] . وقال ابن زيد : معناه يخلقكم في بطون أُمهاتكم من بعد الخلق الأول الذي خلقكم في ظهر آدم . { فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ } يعني البطن والرحم والمشيمة { ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } عن عبادته إلى عبادة غيره { إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } . فإن قيل : كيف ؟ قال : ولا يرضى لعباده الكفر وقد كفروا . قلنا : معناه لايرضى لعباده أن يكفروا به ، وهذا كما يقول : لست أحب الاساءة وإن أحببت أن يسيء فلان فلانا فيعاقب . وقال ابن عبّاس والسدي : معناه ولايرضى لعباده المخلصين المؤمنين الكفر ، وهم الذين قال : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [ الحجر : 42 ] [ الإسراء : 65 ] فيكون عاماً في اللفظ خاصاً في المعنى كقوله : { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ } [ الإنسان : 6 ] وإنما يريد به بعض العباد دون البعض . { وَإِن تَشْكُرُواْ } تؤمنوا ربّكم وتطيعوه { يَرْضَهُ لَكُمْ } ويثيبكم عليه { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُـمْ فَيُنَبِّئُكُـمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ * وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } مخلصاً راجعاً إليه مستغيثاً به { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ } أعطاه ، ومنه قيل للمال والعطاء : خول ، والعبيد خول . قال أبو النجم : @ اعطي فلم يبخل ولم يبخل كوم الذرى من خول المخول @@ { نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ } ترك { مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } في حال النصر { وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً } يعني الأوثان . وقال السدي : يعني أنداداً من الرجال ، يطيعونهم في معاصي الله . { لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إنَّكَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ }