Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 148-152)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } يعني القول القبيح { إِلاَّ مَن ظُلِمَ } فقد اذن للمظلوم ان ينتصر بالدعاء على ظالمه { وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً } لدعاء المظلوم { عَلِيماً } بعقاب الظالم ، نظير قوله { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } [ الشورى : 41 ] مجاهد : هذا في الضيف النازل إذا لم يضيف ومنع حقه أو اساءوا قراه فقد رخص الله له أن يذكر منه ماصنع به ، وزعم أن ضيفاً نزل بقوم فأساءوا قراه فاشتكاهم ، فنزلت هذه الآية رخصة في أن يشكو . والضيافة ثلاثة أيام ومافوق ذلك فهو صدقة . وقوله ( من ظلم ) من في محل النصب لأنه استثناء ليس من الأول ، وإن شئت جعلت من رفعاً فيكون المعنى { لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ } فيكون من بدلاً من معنى أحد والمعنى لايحب الله أن يجهر أحد بالسوء من القول إلاّ المظلوم ، وقرئ إلاّ مَنْ ظلم بفتح الظاء واللام على معنى إن الظالم يجهر بالسوء من القول ظلماً واعتداءً ، ويكون المعنى لكن الظلم الجهر بذلك ظلماً ومحل من في { مَن ظُلِمَ } النصب لأنه استثناء من الأول ، وفيه وجه آخر : وهو أن يكون إلاّ من ظلم على معنى لكن الظالم جهروا له بالسوء من القول وهو بعد استثناءه من الأول ، وموضعه نصب وهو وجه حسن . { إِن تُبْدُواْ خَيْراً } يعني حسنة فتعمل بها كتبت له عشر وإن همّ بها ولم يعمل بها كتبت له حسنة واحدة { أَوْ تُخْفُوهُ } وقيل الخير ماصفى المال ومعناه ان تبدوا الصدقة والمعروف أو تصدّقوا بسرّ { أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوۤءٍ } عن ظلم { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً } يعني فإنّ الله عز وجل أولى أن يتجاوز عنكم يوم القيامة عن الذنوب العظام . { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } الآية نزلت في اليهود وذلك إنهم آمنوا بموسى وعزير والتوراة وكفروا بعيسى والإنجيل وبمحمّد والقرآن وذلك قوله { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } أي ديناً من اليهودية والإسلام ، قال الله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } كلهم { وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } يعني بين الرسل وهم المؤمنون ، قالوا : { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [ البقرة : 136 ] كما علمهم الله ، فقال { قُولُوۤاْ آمَنَّا … } إلى قوله : { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [ البقرة : 136 ] { أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } بايمانهم بالله وكتبه ورسله { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } كما كان منهم في الشرك .