Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 75-85)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ } تبطرون وتأمرون { فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } تفخرون وتختالون وتنشطون { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ * فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } من العذاب في حياتك { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل أن يحل بهم ذلك { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ } خبرهم في القرآن { وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ * ٱللَّهُ ٱلَّذِي } تحق له العبادة هو الذي { جَعَلَ } خلق { لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ } في أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها { وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ } تحمل أثقالكم في أسفاركم من بلد إلى بلد { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } نظيره { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } [ الإسراء : 70 ] . { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ * أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } يعني مصانعهم وقصورهم { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم } أيّ لم ينفعهم { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } وقيل : هو بمعنى الإستفهام ، ومجازه : أي شيء أغنى عنهم كسبهم . { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ } يعني الأُمم { بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } . قال مجاهد : قولهم نحن أعلم منهم لن نعذب ولن نبعث ، وقيل : أشروا بما عندهم من العلم ، بما كان عندهم أنه علم وهو جهل . وقال الضحاك : رضوا بالشرك الذي كانوا عليه . وقال بعضهم : هو الفرح راجع إلى الرسل يعني فرح الرسل بما عندهم من العلم بنجاتهم وهلاك أعدائهم . { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } أيّ تبرأنا ممّا كنا نعدل بالله { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } عذابناً { سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي } في نصبها ثلاثة أوجه أحدها : بنزع الخافض أيّ كسنّة الله . والثاني : على المصدر ، لأن العرب تقول سنَّ يسنّ سّناً وسنّة . والثالث : على التحذير والأغراء ، أي احذروا سنّة الله كقوله : ( ناقة الله وسنّة الله ) . { قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } وهي أنهم إذا عاينوا عذاب الله لم ينفعهم أيمانهم { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ } بذهاب الدارين .