Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 81-89)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِين } يعني { إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ } في قولكم وبزعمكم ، فأنا أولُ الموحدين المؤمنين بالله في تكذيبكم والجاحدين لما قلتم من إنّ له ولداً . قاله مجاهد . وقال ابن عباس : يعني ما كان للرّحمن ولد وأنا أول الشاهدين له بذلك والعابدين له ، جعل بمعنى النفي والجحد ، يعني ما كان وما ينبغي له ولد . ثمّ ابتداء { فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِين } ، وقال السدي : معناه ، قل : { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ } أول من عبده بأنّ له ولد ، ولكن لا ولد له ، وقال قوم من أهل المعاني : معناه ، قل { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ } الآنفين من عبادته . ويحتمل أن يكون معناه ما كان للرحمن ولدٌ . ثم قال : فأنا أول العابدين الآنفين من هذا القول المنكرين إنّ له ولداً . يقال عبد إذا أنف وغضب عبداً . قال الشاعر : @ ألا هويت أُم الوليد وأصحبت لما أبصرت في الرأس مني تعبد @@ وقال آخر : @ متى ما يشاء ذو الود يَصرّم خليله ويعبد عليه لا محالة ظالما @@ أخبرنا عقيل بن محمد أجازة ، أخبرنا أبو الفرج ، أخبرنا محمد بن جرير ، حدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، حدثنا ابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة ، عن ابن قشط ، عن نعجة بن بدر الجهني إنّ امرأة منهم دخلت على زوجها وهو رجل منهم أيضاً فولدت في ستة أشهر فذكر ذلك زوجها لعثمان بن عفان رضي الله عنه وأمر بها ترجم ، فدخل عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : إنّ الله تعالى يقول في كتابه : { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً } [ الأحقاف : 15 ] وقال : ( وفصاله في عامين ) قال : فوالله ما عبد عثمان رضي الله عنه أن بعث إليها ترد . قال عبد الله بن وهب : ما استنكف ولا أنف { سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } يكذبون . { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ } في باطلهم . { وَيَلْعَبُواْ } في دنياهم . { حَتَّىٰ يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } { وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ } يعني يعبد في السّماء ويعبد في الأرض . { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في تدبير خلقه . { ٱلْعَلِيمُ } بصلاحهم . { وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ } . اختلف العلماء في معنى هذه الآية . فقال قوم : { مِن } في محل النصب وأراد ب { ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } عيسى وعزير والملائكة ، ومعنى الآية : ولا يملك عيسى وعزير والملائكة { ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ } فآمن على علم وبصيرة ، وقال آخرون : { مَن } في وضع رفع والّذين يدعون الأوثان والمعبودين من دون الله . يقول : ولا يملك المعبودون من دون الله { ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ } وهم عيسى وعزير والملائكة يشهدون بالحقّ . { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } حقيقة ما شهدوا . { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } عن عبادته . { وَقِيلِهِ } يعني قول محمد صلى الله عليه وسلم شاكياً إلى ربّه . { يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } . واختلف القُراء في قوله : ، فقرأ عاصم وحمزة { وَقِيلِهِ } بكسر اللام على معنى { وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } وعلم قيله ، وقرأ الأعرج بالرفع ، أي وعنده قيله ، وقرأ الباقون بالنصب وله وجهان : أحدهما : إنّا لا نسمع سرهم ونجواهم ونسمع قيله والثاني : وقال : { وَقِيلِهِ } . { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ } نسختها آية القتال ، ثمّ هددهم . { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } بالتاء أهل المدينة والشام وحفص ، واختاره أيوب وأبو عبيد ، الباقون بالياء .