Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 14-17)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ } في التوحيد والنبوة { فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا } بالعهد { بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ألا وهو الخصومات والجدال في الدين . قال معاوية بن قرة : الخصومات في الدين تحبط الأعمال واختلفوا في المعنى بالهاء والميم في قوله { بَيْنَهُمُ } . فقال مجاهد وقتادة والسدّي وابن زيد : يعني بين اليهود والنصارى . وقال ابن زيد : كما تغري بين البهائم . وقال الربيع : هم النصارى وحدها ، وذلك راجع إلى فرق النصارى النسطورية واليعقوبية والملكية ، { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } [ الزخرف : 67 ] { وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } في الآخرة ويجازيهم به وهذا وعيد من اللّه تعالى { يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ } التوراة والإنجيل مثل صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } ويترك أخذكم بكثير ممّا تخفون { قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ } يعني محمد صلى الله عليه وسلم { وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } بيّن ، وقيل : مبيّن وهو القرآن { يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ } مجاهد وعبيد بن عمير ومسلم بن جندب : يهدي به اللّه بضم الهاء على الأصل لأن أصل الهاء الضمة ، وقرأ الآخرون بكسر الهاء إتباعاً . { مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ } رضاه ومعنى رضاه بالشيء قبوله ومدحه له فأثابه عليه وهو خلاف السخط والغضب { سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ } لطرف السلم وهو الله تعالى وسبيله دينه الذي شرع لعباده وبعث به رسله { وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } أي من ظلام الكفر إلى نور الإيمان { بِإِذْنِهِ } بتوفيقه وهدايته وإرادته ومشيئته { وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي من يطيق أن يدفع من أمر الله شيئاً فيرده إذا قضاء ، وهو من قول القائل : ملكت على فلان أمره إذا ضلّ لا يقدر أن ينفّذ أمراً . الآية { إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } ولم يقل : وما بينهنّ لأنّ المعنى : وما بين هذين النوعين من الأشياء { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .