Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 1-7)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ } قال أهل اللغة : كل أسم على فعّول بتشديد للعين فالفاء منه منصوبة ، نحو سفّود وكلّوب وسمّور وشبّوط وهو ضرب من السمك إلاّ أحرف : سبّوح وقدّوس ، ومردوح لواحد المراديح ، وحكى الفراء عن الكسائي قال : سمعت أبا الدنيا وكان إعرابياً فصيحاً يقرأ القدوس بفتح القاف ولعلها لغة . { ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } وقرأ أبو وائل الملك القدوس بالرفع على معنى هو الملك القدوس . أخبرني عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن عبد الله ابن سليمان قال : حدّثنا محمد بن إسحاق الرازي قال : حدّثنا إسحاق بن سليمان قال : سمعت عمرو بن أبي قيس عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال : هذه الآية { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } في التوراة سبعمائة آية . { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ } يعني العرب { رَسُولاً مِّنْهُمْ } محمداً صلى الله عليه وسلم { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ } في { وَآخَرِينَ } وجهان من الأعراب : أحدهما الخفض على الرد الى الأميين ، مجازه : وفي آخرين ، والثاني : النصب على الردّ الى الهاء والميم من قوله { وَيُعَلِّمُهُمُ } أي ويعلم آخرين منهم أي من المؤمنين الذين يدينون بدينه . { لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } أي لم يدركوهم ولكنهم يكونون بعدهم . وأختلف العلماء فيهم فقال ابن عمرو سعيد بن جبير : هم العجم ، وهي رواية ليث عن مجاهد يدلّ عليه كما روى ثور بن يزيد عن أبي العتب عن أبي هريرة قال : " لما نزلت هذه الآية { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } كلّمه فيها الناس فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سلمان فقال : لو كان ( الدين ) عند الثريا لناله رجال من هؤلاء " . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا محمد بن خلف قال : حدّثنا إسحاق بن محمد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا إبراهيم بن عيسى قال : حدّثنا علي بن علي قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي قال : حدّثني حُصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " رأيتني تبعني غنم سود ثم أتبعتها غنم سود ثم اتبعتها غنم عفر " أوّلها أبا بكر قال : أمّا السود فالعرب ، وأما العفر فالعجم تبايعك بعد العرب ، قال : " كذلك عبّرها الملك سحر " يعني وقت السحر . وبه عن أبي حمزة قال : حدّثني السدي قال : كان عبد الرحمن بن أبي ليلى إذا قال : رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأنه يعني به علياً ، وإذا قال : رجل من أهل بدر فأنما يعني به علياً ، فكان أصحابه لا يسألونه عن أسمه ، وقال : عكرمة ومقاتل : هم التابعون ، وقال ابن زيد وابن حيان : هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامة وهي رواية ابن أبي نحيح عن مجاهد . وروى سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وأن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال ( أمتي ) رجالا ونساء يدخلون الجنة بغير حساب " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ * مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ } أي كلّفوا العمل بها { ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا } ولم يعملوا بما فيها ولم يؤدّوا حقّها { كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً } كتباً من العلم والحكمة . قال الفراء : هي الكتب العظام واحدها سفر ، ونظيرها في الكلام شبر وأشبار وجلد وأجلاد فكما أن الحمار يحملها ولا يدري ما فيها ولاينتفع بها كذلك اليهود يقرؤون التوراة ولا ينتفعون به ، لأنهم خالفوا ما فيه . أنشدنا أبو القاسم بن أبي بكر المكتب قال : أنشدنا أبو بكر محمد بن المنذر قال : أنشدنا أبو محمد العشائي المؤدب قال : أنشدنا أبو سعيد الضرير : @ زوامل للأسفار لا علم عندهم بجيّدها إلا كعلم الأباعر لعمرك ما يدري المطي إذا غدا بأسفاره إذ راح ما في الغرائز @@ { بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ * قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوۤاْ إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ } محمد وأصحابه { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ } فادعوا على أنفسكم بالموت { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أنكم أبناء الله وأحباؤه فإن الموت هو الذي يوصلكم إليه . { وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } . أخبرنا الحسن قال : حدّثنا السني قال : حدّثنا النسائي قال : أخبرني عمرو بن عثمان قال : حدّثنا بقية بن الوليد قال : حدّثنا الزبيدي قال : حدّثني الزهري عن أبي عبيد أنه سمع أبا هريرة يقول قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يتمن أحدكم الموت أما محسن فإن يعش يزدد خيراً فهو خيرٌ له وأما مسيئاً فلعلّه أن يستعتب " .