Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 111-114)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } قال محمد بن كعب القرظي : " لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون نفساً . قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت . فقال : " اشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم أموالكم " ، قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : " الجنة " . وقال الأعمش : الجنة وهي قراءة عمر بن الخطاب ( رضي الله عليه ) { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } قال إبراهيم النخعي والأعمش وحمزة والكسائي وخلف بتقديم المفعول على الفاعل على معنى فيقتل بعضهم ويقتل الباقون ، وقرأ الباقون : بتقديم الفاعل على المفعول { وَعْداً } نصب على المصدر { عَلَيْهِ حَقّاً فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ وَٱلْقُرْآنِ } ثم هنّأهم فقال عزّ من قائل : { فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } قال قتادة : ثامنهم وأغلى ثمنهم ، وقال الحسن : أسمعوا بيعة ربيحة بايع الله بها كل مؤمن ، والله ما على وجه الأرض مؤمن إلاّ دخل في هذه البيعة . قال : " ومرّ أعرابي بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية قال : كلام من هذا ؟ قال : كلام الله . قال : بيع والله مربح لا نقيله ولا نستقيله فخرج إلى الغزو فاستشهد " . أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد الحبيبي . قال : أنشدنا أبو الحسن العقيلي . أنشدنا بشر بن موسى الأسدي . أنشدني الأصمعي عن جعفر الصادق ( رضي الله عنه ) . @ أُثامن بالنفس النفيسة ربها فليس لها في الخلق كلهم ثمن _ بها تشترى الجنات إن أنا بعتها بشيء سواها إن ذلكم غبن إذا أذهبت نفسي بدنيا أصبتها فقد ذهب الدنيا وقد ذهب الثمن @@ وكان الصادق يقول : أيا من ليست له قيمة أنه ليس لأبدانكم إلاّ الجنة فلا تبيعوها إلاّ بها . وأنشدنا أبو القاسم الحبيبي . أنشدنا القاضي أبو الربيع محمد بن علي . أنشدنا أبو علي الحسن بن عاصم الكوفي : @ من يشتري قبة في العدن عالية في ظل طوبى رفيعات مبانيها دلالها المصطفى والله بايعها فمن أراد وجبريل يناديها @@ ثم وصفهم فقال { ٱلتَّائِبُونَ } أي هم التائبون ، وقرأ ابن مسعود التائبين العابدين بالنصب آخرها ، قال المفسرون : تابوا من الشرك وبرأوا من النفاق { الْعَابِدُونَ } المطيعون الذي أخلصوا فيه الشهادة . وقال الحسن وقتادة : هم قوم اتخذوا من أبدانهم في ليلهم ونهارهم فعبدوا الله على أحايينهم كلها في السراء والضراء { ٱلْحَامِدُونَ } الله على كل حال في كل نعمة { ٱلسَّائِحُونَ } الصائمون . الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السائحون الصائمون " . وروى شيبان بن عبد الرحمن عن الأشعث قال : سألت سعيد بن جبير عن السائحين فقال : هم الصائمون ألم تر أنّ الله عزّ وجلّ إذا ذكر الصائمين لم يذكر السائحين وإذا ذكر السائحين لم يذكر الصائمين . قال سفيان بن عيينة : أما إنّ الصائم سائح لأنه تارك اللذات كلها من المطعم والمشرب والنكاح . وقال الشاعر في الصوم : @ تراه يصلي ليله ونهاره يظل كثير الذكر لله سائحاً @@ وقال الحسن : السائحون الذين صاموا عن الحلال وأمسكوا عن الحرام وههنا والله أقوام رأيناهم يصومون عن الحلال ولا يمسكون عن الحرام فالله ساخط عليهم ، وقال عطاء : السائحون الغزاة والمجاهدون ، وعن عمرو بن نافع . قال : سمعت عكرمة وسُئل عن قول الله تعالى : { ٱلسَّائِحُونَ } قال : هم طلبة العلم { ٱلرَّاكِعُونَ ٱلسَّاجِدونَ } يعني المصلين { ٱلآمِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ } قال بسام بن عبد الله : المعروف السنّة والمنكر البدعة . { وَٱلْحَافِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ } قال ابن عباس : القائمون على طاعة الله ، وقال الحسن : أهل الوفاء ببيعة الله { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ * مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ } الآية ، واختلف العلماء في سبب نزول هذه الآية . فروى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : " لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أي عم إنك أعظم الناس عليَّ حقاً وأحسنهم عندي [ قولاً ] ولأنت أعظم عليَّ حقاً من والدي فقل كلمة تجب لك بها شفاعتي يوم القيامة . قل : لا إله إلا الله أُحاجّ لك بها عند الله " . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزالا يكلمانه حتى كان آخر شيء تكلم به : أنا على ملة عبد المطلب . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لأستغفر لك يا عم الله " فنزلت { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ } الآية ، ونزلت { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [ القصص : 56 ] الآية . قال الحسن بن الفضل : وهذا بعيد لأن السورة من آخر ما نزل من القرآن ، ومات أبو طالب في عنفوان الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة . وقال عمرو بن دينار : قال النبي صلى الله عليه وسلم " استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى نهاني عنه ربي " فقال أصحابه : لنستغفرن لآبائنا كما استغفر النبي صلى الله عليه وسلم لعمّه . فأنزل الله تعالى هذه الآية . وروى جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعب [ قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون ] قال : بلغني " أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه الذي قبض فيه ، قالت قريش له : يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنّة فيكون لك شفاء ، فخرج الرسول حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر معه جالس فقال زيد : إنّ عمك يقول لك يا ابن أخي إني كبير وشيخ ضعيف فادعوا إليّ من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيء يكون لي فيه شفاء . فقال أبو بكر : إن الله حرّمها على الكافرين . قال : فرجع إليهم الرسول فقال : بلغت محمّداً الذي أرسلتموني به فلم يحر إليّ شيئاً فقال أبو بكر : إن الله حرمها على الكافرين قال : فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل رسولاً من عنده فوجد الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله حرّمهما على الكافرين طعامها وشرابها " ، ثم قام في أثره حتى دخل معه البيت فوجده مملوءاً رجالا فقال : " خلوّا بيني وبين عمي " ، فقالوا : ما نحن بفاعلين وما أنت أحق به منا إن كانت لك قرابة فإن لنا قرابة مثل قرابتك فجلس إليه فقال : " يا عم جزيت عني خيراً كفلتني صغيراً وحفظتني كبيراً فجزيت عني خيراً . يا عماه أعنّي على نفسك بكلمة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة ، قال : وما هي يا ابن أخي ؟ قال : قل لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له " . قال : إنك لي لناصح ، والله لولا أن تعيّر بها بعدي يقال جزع عمك عند الموت لأقررت بها عينك ، قال : فصاح القوم : يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ لا تحدث نساء قريش أني جزعت عند الموت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردّني فاستغفر له بعد ما مات " . فقال المسلمون : ما منعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوي قرابتنا وقد استغفر إبراهيم لأبيه وهذا محمد يستغفر لعمه فاستغفروا للمشركين فنزلت هذه الآية . والدليل على ما قيل أن أبا طالب مات كافراً ما أخبرنا عبد الله بن حامد قال أخبرنا المزني . قال : حدثنا أحمد بن نجدة حدثنا سعد بن منصور حدثنا أبو الأحوص أخبرنا أبو إسحاق قال : " قال علي ( عليه السلام ) لما مات أبو طالب : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن عمك … قال : اذهب فادفنه ولا تحدثن شيئاً حتى تأتيني ، فانطلقت فواريته ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليَّ أثر التراب فدعا لي بدعوات ما يسرني أنَّ لي بها ما على الأرض من شيء " . وقال أبو هريرة وبريدة : " لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة أتى قبر أمّه آمنة فوقف عليه حتى حميت عليه الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها فنزلت { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } الآية ، فقام وبكى وبكى من حوله فقال : " إني استأذنت ربي أن أزورها فأذن لي واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي فزوروا القبور فإنّها تذكّركم الموت " ، " فلم نرَ باكياً أكثر من يومئذ . علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : كانوا يستغفرون لأمواتهم المشركين فنزلت هذه الآية فأمسكوا عن الاستغفار فنهاهم ولم ينتهوا أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا ، وقال قتادة : " قال رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يا نبي الله إن من آبائنا من كان يحسن الجوار ويصل الأرحام ويفك العاني ويوفي بالذمم ألا نستغفر لهم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بلى ، وأنا والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه ، فأنزل الله تعالى { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ } " أي ما ينبغي للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين . وقال أهل المعاني : ما كان في القرآن على وجهين أحدهما بمعنى النفي كقوله تعالى : { مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } [ النمل : 60 ] { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله } [ آل عمران : 145 ] والأُخرى بمعنى النهي كقوله تعالى : { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ } [ الأحزاب : 53 ] ، وقوله : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } نهي . { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } بموتهم على الكفر ، وتأوّل بعضهم الاستغفار في هذه الآية على الصلاة . قال عطاء بن أبي رباح : ما كنت أدع الصلاة على أحد من أهل هذه القبلة ، ولو كانت حبشية حبلى من الزنا لأني لم أسمع الله حجب الصلاة إلاّ عن المشركين كقوله : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ } الآية ، ثم عذر خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال : { وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ } الآية . قال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : أنزل الله قوله تعالى خبراً عن إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال : { سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } [ مريم : 47 ] . [ قال علي : ] سمعت فلاناً يستغفر لوالديه وهما مشركان فقلت له : أتستغفر لهما مشركان ، قال : أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرويت ذلك له فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأنزل قوله تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ } [ الممتحنة : 4 ] إلى قوله { إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ } [ الممتحنة : 4 ] وقوله : { إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ } يعني بعد موعده . وقال بعضهم : الهاء في إيّاه عائدة إلى إبراهيم ، وذلك إن أباه وعده أن يسلم فعند ذلك قال إبراهيم : { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ } [ مريم : 47 ] وقال بعضهم : هي راجعة إلى إبراهيم وذلك أن إبراهيم وعد أباه أن يستغفر له رجاء إسلامه ، وهو قوله : { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ } ، وقوله : { لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ } [ الممتحنة : 4 ] الآية ، تدلّ عليه قراءة الحسن : وعدها أباه بالباء . { فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ } [ بموت أبيه ] { تَبَرَّأَ مِنْهُ } وقيل : معناه : فلمّا تبين له في الآخرة أنه عدو لله ، وذلك على ما روى في الأخبار أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم يقول يوم القيامة : رب والدي رب والدي ، فإذا كانت الثالثة يريه الله فيقول له إبراهيم : إني كنت آمرك في الدنيا فتعصيني ولست بتاركك اليوم لشيء فخذ ( بحبري ) فتعلق به حتى تريد الجواز على الصراط حتى إذا أراد أن يجاوزه به كانت من إبراهيم ( عليه السلام ) التفاتة فإذا هو بأبيه في صورة ضبع ، فتخلّى عنه وتبرأ منه يومئذ وعلى هذا التأويل يكون معنى الكلام الاستقبال ، تقديره : يتبيّن ويتبرأ { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ } اختلفوا في معناه ، فروى شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد بن الهاد مرسلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأوّاه فقال : الخاشع المتضرع ، وقال أنس : " تكلّمت امرأة عند النبي صلى الله عليه وسلم بشيء كرهه فنهاها عمر ( رضي الله عنه ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعرض عنها فأنها أوّاهة " قيل : يا رسول الله وما الأوّاهة ؟ قال : " الخاشعة " " . وروى عبد الله بن رباح عن كعب في قول الله تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ } فقال : كان إذا ذكر النار قال : أوه . وقال عبد الله بن مسعود وعبيد بن عمير : الأواه الدعَّاء ، وقال الضحاك : هو الجامع الدعاء . وروى الأعمش عن الحكم عن يحيى بن الجرار قال : جاء أبو العبيدي رجل من سواد وكان ضريراً إلى ابن مسعود قال : يا عبد الرحمن من يسأل إذا لم يسألك ، ما الأوّاه ؟ فكأن ابن مسعود رق له فقال : الأواه الرحيم . وقال الحسن وقتادة : الأواه الرحيم بعباد الله ، وقال أبو ميسرة : الأواه الرحيم يوم الحشر ، عطية عن ابن عباس الأواه المؤمن بالحبشية . علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الأواه المؤمن التواب ، مجاهد : الأواه المؤمن [ الموقن ، وروي عن … ] عن ابن عباس وعلي ابن الحكم عن الضحاك ، وقال عكرمة : هو المستيقن ، بلغة الحبشة ، ألا ترى أنك إذا قلت للحبشي الشيء فعرفه قال : أوّه ، ابن أبي نجيح : المؤتمن . الكلبي : الأواه : المسبح الذي يذكر الله في الأرض القفرة الموحشة ، وقال عقبة بن عامر : الأواه الكثير الذكر لله ، وروى الحكم عن الحسن بن مسلم بن [ ساق ] " أن رجلا كان يكثر ذكر الله ويسبح فذكر ذلك للنبيَ صلى الله عليه وسلم فقال : إنه أوّاه " ، وقيل : هو الذي يكثر تلاوة القرآن . وقال ابن عباس : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن ميّتاً فقال : يرحمك الله إن كنت لأواه " ، يعني تلاوة القرآن . وقيل : هو الذي يجهر صوته بالذكر والدعاء والقرآن ويكثر تلاوته ، وكان إبراهيم ( عليه السلام ) يقول : آه من النار قبل أن لا تنفع آه . وروى شعبة عن أبي يونس الباهلي عن قاضي كان يجمع الحديث " عن أبي ذر قال : كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه : أوه أوه ، فشكاه أبو ذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : دعه فإنه أواه " . قال : فخرجت ذات ليلة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفن ذلك الرجل ليلا ومعه المصباح " . وقال النخعي : الأواه : الفقيه ، وقال الفراء : هو الذي يتأوه من الذنوب ، وقال سعيد بن جبير : الأواه المعلم للخير ، وقال عبد العزيز بن يحيى : هو المشفق ، وكان أبو بكر ( رضي الله عنه ) يُسمّى الأواه لشفقته ورحمته ، وقال عطاء : هو الراجع عن كلمة ما يكره الله ، وقال أيضاً : هو الخائف من النار ، وقال أبو عبيدة : هو المتأوه شفقاً وفرقاً المتضرع يقيناً ولزوماً للطاعة . قال الزجاج : انتظم قول أبي عبيدة جميع ما قيل : في الأواه وأصله من التأوه وهو أن يسمع للصدر صوتاً من تنفس الصعداء والفعل منه أوه وتأوه ، وقال المثقب العبدي : @ إذا ما قمت أُرحلها بليل تأوه آهة الرجل الحزين @@ قال الراجز : @ فأوه الراعي وضوضا كلبه ولا يقال منه فعل يفعل @@ { حَلِيمٌ } عمن سبه وناله بالمكروه وقد قيل أنه ( عليه السلام ) استغفر لأبيه عند وعده إياه وشتمه ، وقوله : { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَٱهْجُرْنِي مَلِيّاً } [ مريم : 46 ] فقال له : { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } [ مريم : 47 ] وقال ابن عباس : الحليم السيد .