Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 70-72)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ يَأْتِهِمْ } يعني المنافقين والكافرين { نَبَأُ } خبر { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } حين عصوا رسلنا وخالفوا أمرنا كيف أهلكناهم وعذّبناهم ثم ذكرهم . فقال { قَوْمِ نُوحٍ } بالمعنى بدلا من الذين أهلكوا بالطوفان { وَعَادٍ } أُهلكوا بالريح { وَثَمُودَ } أُهلكوا بالرجفة { وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ } بسلب النعمة وهلاك نمرود { وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ } يعني قوم شعيب بعذاب يوم الظلّة { وَٱلْمُؤْتَفِكَاتِ } المنقلبات التي جعلت عاليها سافلها ، وهم قوم لوط { أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ } فكذبوهم وعصوهم كما فعلتم يامعشر الكفّار فاحذروا بتعجيل النقمة { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } إلى قوله { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } في الدين والملة والعون والنصرة والمحبة والرحمة . قال جرير بن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة ، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف ، بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة " ، { يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } بالإيمان والخير { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } مالا يعرف في شريعة ولا سنّة . قال أبو العالية كلمّا ذكر الله تعالى في كتابة من الأمر بالمعروف فهو رجوع من الشرك إلى الإسلام ، والنهي عن المنكر فهو النهي عن عبادة الاوثان والشيطان { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } المفروضة { وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ } إلى قوله { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً } ومنازل طيبة . قال الحسن : سألت أبا هريرة وعمران بن حصين عن قول الله { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } . قالا : على الخبير سقطت ، سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " قصر في الجنة من لؤلؤ فيه سبعون دار من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتاً من زبرجدة خضراء ، في كل بيت سبعون سريراً ، على كل سرير سبعون فراشاً ، على كل فراش زوجة من الحور العين ، وفي كل بيت مائدة وعلى كل مائدة سبعون لوناً من الطعام ، وفي كل بيت وصيفة ، ويعطى المؤمن من القوة في غداة واحدة مايأتي على ذلك أجمع " . { فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } في بساتين ظلال وإقامة ، يقال : عدن بالمكان إذا أقام به ، ومنه المعدن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عدن دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر ، لايسكنها غير ثلاثة من النبيّين والصدّيقين والشهداء ، يقول الله : طوبى لمن دخلك " . وقال عبد الله بن مسعود : هي بطنان الجنة أي وسطها ، وقال ابن عباس : سألت كعباً عن جنات عدن فقال : هي الكروم والأعناب بالسريانية ، وقال عبد الله بن عمر : إنّ في الجنة قصراً يقال له عدن ، حوله البروج والمروج ، له خمسة آلاف باب ، على كل باب ( حبرة ) لايدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد . قال الحسن : جنات عدن ، وما أدراك ما جنات عدن ، قصر من ذهب لايدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل ، ورفع به صوته . [ في حديث آخر قصر ] في الجنة يقال له : عدن ، حوله البروج والمروج له خمسون ألف باب ، وقال الضحاك : هي مدينة الجنة فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى ، والناس حولهم بعد ، والجنان حولها . وقال عطاء بن السايب : عدن نهر في الجنة جناته على حافتيه ، وقال مقاتل والكلبي : أعلى درجة في الجنة وفيها عين التسنيم ، والجنان حولها محدقة بها وهي مغطاة من يوم خلقها الله عز وجل حتى ينزلها أهلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن شاء الله ، وفيها قصور الدرةّ والياقوت والذهب ، فتهب الريح الطيبة من تحت العرش فتدخل عليهم كثبان المسك الأحلى ، وقال عطاء الخراساني في قوله : { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } قال : قصر من الزبرجد والدرّ والياقوت يفوح طيبها من مسيرة خمسمائة عام في جنات عدن ، وهي قصبة الجنة وسقفها عرش الرحمن . { وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } رفع على الابتداء ، أي رضا الله عنهم أكبر من ذلك كله . روى مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربّنا وسعديك ، فيقول : هل رضيتم فيقولون : ومالنا لانرضى وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من رضاك ؟ فيقول : ألا أعلمكم أفضل من ذلك ؟ قالوا : وأي شيء أفضل من ذلك ؟ قال : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً " . { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } .