Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 95, Ayat: 1-8)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ } قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبي : هو تينكم هذا الذي تأكلون ، وزيتونكم هذا الذي تعصرون منه الزيت . أخبرني الحسين قال : حدّثنا السُني قال : وجدت في كتاب أبي : حدّثنا القاسم بن أبي الحسين الزبيدي قال : حدّثنا سهل بن إبراهيم الواسطي ، عن عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير قال : حدّثني الثقة عن أبي ذر قال : " أُهدي للنبيّ صلى الله عليه وسلم طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه : " كلوا ، ثم قال : لو قلت : إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت : هذه ، لأنّ فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس " . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا يوسف بن أحمد أبو يعقوب قال : حدّثنا العباس بن أحمد بن علي قال : حدّثنا معلل بن نقيل الحداني قال : حدّثنا محمد بن محصن ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن عبد الله بن الديلمي ، " عن عبد الرحمن بن غنم قال : سافرت مع معاذ بن جبل ، [ فكان يمرّ ] بشجرة الزيتون فيأخذ منها القضيب فيستاك به ويقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ يقول ] نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة ، يطيّب الفم ، ويذهب بالجفر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " هي مسواكي ومسواك الأنبياء قبلي " . وقال كعب الأحبار وقتادة وابن زيد وعبد الرحمن بن غنيم : التين : مسجد دمشق ، والزيتون : بيت المقدس . عن الضحّاك : هما مسجدان بالشام . عن محمد بن كعب : التين : مسجد أصحاب الكهف ، والزيتون : مسجد إيليا ، ومجازه على هذا التأويل : منابت التين والزيتون . أبو مكين ، عن عكرمة : جبلان . عن عطية ، عن ابن عباس : التين : مسجد نوح الذي [ بناه ] على الجودي ، والزيتون : بيت المقدس . عن نهشل ، عن الضحّاك : التين : المسجد الحرام . والزيتون : المسجد الأقصى . وسمعت محمد بن عبدوس يقول : سمعت محمد بن الحميم يقول : سمعت الفرّاء يقول : سمعت رجلا من أهل الشام وكان صاحب تفسير قال : التين : جبال ما بين حلوان إلى همدان ، والزيتون : جبال الشام . { وَطُورِ سِينِينَ } يعني جبل موسى ، قال عكرمة : السينين : الجسر بلغة الحبشة . الحكم والنضر عنه : كلّ جبل ينبت فهو طور سينين ، كما ينبت في السهل كذلك ينبت في الجبل ، وعن مجاهد : الطور الجبل ، وسينين : المبارك . وعن قتادة : المبارك الحسن . عن مقاتل : كل جبل فيه شجرة مثمرة فهو سينين وسينا وهو بلغة النبط . عن الكلبي : يعني الجبل المشجر . عن شهر بن حوشب : التين : الكوفة ، والزيتون : الشام ، وطور سينين : جبل فيه ألوان الأشجار . قال عبد الله بن عمر : أربعة أجبال مقدّسة بين يدي الله سبحانه ، طور تينا وطور زيتا وطور سينا وطور يتمانا ، فأما طور تينا فدمشق ، وأما طور زيتا فبيت المقدس ، وأما طور سينا فهو الذي كان عليه موسى ، وأما طور يتمانا فمكة . أخبرنا أبو سفيان الحسين بن محمد بن عبد الله المقري قال : حدّثنا البغوي ببغداد قال : حدّثنا ابن أبي شيبة قال : حدّثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدّثنا وكيع عن أبيه وسفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو قال : سمعت عمر بن الخطاب يقرأ بمكة في المغرب : والتين والزيتون وطور سيناء ، قال : فظننت أنه إنما يقرؤها ليعلم حرمة البلد . { وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ } الآمن ، يعني مكة ، وأنشد الفرّاء : @ ألم تعلمي يا أسم ويحك أنني حلفت يميناً لا أخون أميني @@ يريد آمني . { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } أعدل قامة وأحسن صورة ، وذلك أنه خلق كل شي منكبّاً على وجهه إلاّ الإنسان . وقال أبو بكر بن ظاهر : مزيناً بالعقل ، مؤدّباً بالأمر ، مهذّباً بالتمييز ، مديد القامة ، يتناول مأكوله بيده . { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } يعني إلى أرذل العمر ، ينقص عمره ويضعف بدنه ويذهب عقله . قال ابن عباس : [ إنّ ] نفراً ردوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عذرهم وأخبر أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم . قال عكرمة : لم يضرّ هذا الشيخ الهرم كبره إذا ختم الله تعالى له بأحسن ما كان يعمل . قال أهل المعاني : السافلون : الضعفى والهرمى والزمنى ، فقوله ( أسفل سافلين ) نكرة تعمّ الجنس ، كما تقول : فلان أكرم قائم ، فإذا عرّفت قلت : القائمين . أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن مهران قال : حدّثنا جعفر بن محمد الفراي قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد قال : حدّثنا خالد الزيات قال : حدّثنا داوّد ابو سليمان ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمّر بن حزم الأنصاري ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتبت لوالديه ، فإن عمل سيئة لم تكتب عليه ، ولا على والديه ، فإذا بلغ الحنث وجرى عليه القلم ، أمر الله الملكين اللذين معه يحفظانه ويسدّدانه ، فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام آمنه الله سبحانه من البلايا الثلاث : من الجنون والجذام والبرص ، فإذا بلغ خمسين خفف الله حسابه ، فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه فيما يحب ، فإذا بلغ سبعين أحبه أهل السماء ، فإذا بلغ الثمانين كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته ، فإذا بلغ تسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وشفّعه في أهل بيته ، وكان اسمه أسير الله في الأرض ، فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً ، كتب الله سبحانه له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير ، وإن عمل سيئة لم تكتب عليه " . وقال الحسن ومجاهد وقتادة : يعني ثم رددناه الى النار . وقال أبو العالية : يعني إلى النار في شر صورة ، في صورة خنزير . أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن حواس قال : حدّثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ، عن علي قال : أبواب جهنم بعضها أسفل من بعض ، فيبدأ بالأسفل فيُملأ ، فهي أسفل السافلين ، وفي مصحف عبد الله ، ( أسفل السافلين ) بالألف . ثم استثنى فقال { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } يعني ثم رددناه أسفل سافلين ، فزالت عقولهم وانقطعت أعمالهم ، فلا تثبت لهم حسنة { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } منهم ، فأنه يكتب لهم في حال هرمهم وخرفهم مثل الذي كانوا يعملونه في حال شبابهم وصحتهم وقوّتهم ، فذلك قوله سبحانه { فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قال الضحّاك : أجر بغير عمل ، ثم قال : إلزاماً للحجة وتوبيخاً للكافر . { فَمَا يُكَذِّبُكَ } أيها الإنسان بعد هذه الحجة والبرهان { بِٱلدِّينِ } بالحساب والجزاء . { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } قال قتادة : " بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال : " بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين " .