Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 5-19)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } من البيان والعمل ، قال قتادة : العلم نعمة من اللّه ، لولا العلم لم يقم دين ولم يصلح عيش { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } من أنواع الهدى والبيان . وقيل : علّم آدم الأسماء كلّها ، وقيل : الإنسان هاهنا محمد صلى الله عليه وسلم بيانه { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } [ النساء : 113 ] . { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } ليتجاوز حدّه ويستكبر على ربّه { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } قال الكلبي : يرتفع من منزلة إلى منزلة في اللباس والطعام وغيرهما ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : " أعوذ بك من فقر يُنسي ومن غنى يُطغي " . { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } المرجع في الآخرة { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ } { عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } نزلت في أبي جهل - لعنه اللّه - نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة حتى فرضت عليه . أخبرنا عبد اللّه بن حامد فقال : أخبرنا أحمد بن عبد اللّه قال : حدّثنا محمد بن عبد اللّه ابن يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال : حدّثنا معمر بن سليمان عن أبيه قال : حدّثنا نعيم بن أبي مهند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : " قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قالوا : نعم ، قال : فو الذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن رقبته . قال فما [ فجأهم ] منه إلاّ يتقي بيديه وينكص على عقبيه ، قال : فقالوا له : ما ذاك يا أبا الحكم ؟ قال : إن بيني وبينه خندقاً من نار وهؤلاً وأجنحة ، [ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ] " فأنزل اللّه سبحانه { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ * عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ * أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ } أبو جهل لعنه اللّه { وَتَوَلَّىٰ * أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } لنأخذن بمقدم رأسه فَلَنُذِلَّنّهُ ، ثم قال على البدل : { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } . قال ابن عباس : لمّا نهى أبو جهل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة انتهرهُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقال أبو جهل : أتُهدّدني ؟ فواللّه لأملأن عليك إن شِئت هذا خيلا جرداً أو رجالا مرداً ، فأنزل اللّه سبحانه { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } أي قومه { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لأخذته الزبانية عياناً " . { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب } وصلّ واقترب من اللّه سبحانه وتعالى .