Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 50-50)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا رَدٌّ شافٍ على استعجالهم للعذاب ، فإن جاءكم العذاب فَلْنَرَ ماذا سيكون موقفكم . وهُمْ باستعجالهم العذاب يبرهنون على غبائهم في السؤال عن وقوع العذاب . وقول الحق سبحانه : { أَرَأَيْتُمْ } . أي : أخبروني عما سوف يحدث لكم . وشاء الحق سبحانه أن يأتي أمر العذاب هنا مبهماً من جهة الزمان فقال سبحانه : { إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً … } [ يونس : 50 ] . والبيات مقصود به الليل لأن الليل محل البيتوتة ، والنهار محل الظهور . والزمن اليومي مقسوم لقسمين : ليل ، ونهار . وشاء الحق سبحانه إبهام اليوم والوقت ، فإن جاء ليلاً ، فالإنسان في ذلك الوقت يكون غافلاً نائماً في الغالب ، وإن جاء نهاراً ، فالإنسان في النهار مشغول بحركة الحياة . والحق سبحانه يقول في موضع آخر : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } [ الأعراف : 97 ] . ويقول سبحانه : { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } [ الأعراف : 98 ] . ولو نظرت إلى الواقع لوجدت أن العذاب يأتي في الليل وفي النهار معاً ، لأن هناك بلاداً يكون الوقت فيها ليلاً ، وفي ذات الوقت يكون الزمن نهاراً في بلاد أخرى . وإذا جاء العذاب بغتة ، وحاولوا إعلان الإيمان ، فلن ينفعهم هذا الإيمان لأن الحق سبحانه يقول فيمن يتخذ هذا الموقف : { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } [ يونس : 91 ] . فإن جاءكم العذاب الآن لما استقلتم منه لأنه لن ينفعكم إعلان الإيمان ، ولن يقبل الله منكم ، وبذلك يصيبكم عذاب في الدنيا ، بالإضافة إلى عذاب الآخرة ، وهذا الاستعجال منكم للعذاب يضاعف لكم العذاب مرتين ، في الدنيا ، ثم العذاب الممتد في الآخرة . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ … } .