Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 92-92)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهنا يتساءل شعيب عليه السلام باستنكار : أوضعتم رهطي في كفة ومعزَّة الله تعالى في كفة ؟ وغلَّبتم خوفكم من رهطي على خوفكم من الله ؟ ! ولم يأبه شعيب عليه السلام باعتزازهم برهطه أمام اعتزازه بربه لأنه أعلن - من قبل - توكله على الله ولأنه يعلم أن العزة لله تعالى أولاً وأخيراً . ولم يكتفوا بذلك الاعتزاز بالرهط عن الاعتزاز بالله بل طرحوا التفكير في الإيمان بالله وراء ظهورهم لأن شعيباً عليه السلام يقول لهم : { وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً … } [ هود : 92 ] . أي : لم يجعلوا الله سبحانه - أمامهم ، فلم يأبهوا بعزة الله ولا بحماية الله وجعلوا لبعض خلقه معزَّة فوق معزَّة الله . ولم يقل : ظِهْرِيًّا نسبة إلى الظهر ، فعندما ننسب تحدث تغييرات ، فعندما ننسب إلى اليمن نقول : يمنيّ . ونقول : يمانيّ ، فالنسب هنا إلى الظهري ، وهي المنسي والمتروك ، فأنت ساعة تقول : أنت طرحت فلاناً وراء ظهرك ، يعني جعلته بعيداً عن الصورة بالنسبة للأحداث ، ولم تحسب له حساباً . إذن : فهناك تغييرات تحدث في باب النسب . ويذكِّرهم شعيب عليه السلام بقوله : { … إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [ هود : 92 ] . أي : أن كل ما تقولونه أو تفعلونه محسوب عليكم لأن الحق سبحانه لا تخفَى عليه خافية ، وقد سبق أن عرفنا أن القول يدخل في نطاق العمل فكلُّ حدث يقال له : " عمل " وعمل اللسان هو القول وعمل بقية الجوارح هو الأفعال . وقد شرَّف الحق سبحانه القول لأنه وسيلة الإعلام الأولى عنه سبحانه . يقول الحق سبحانه من بعد ذلك ما جاء على لسان شعيب عليه السلام : { وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ … } .