Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 11-11)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وبعد أن وافقوا أخاهم الذي خفَّف من مسألة القتل ، ووصل بها إلى مسألة الإلقاء في الجب بدأوا التنفيذ ، فقال واحد منهم مُوجِّهاً الكلام لأبيه ، وفي حضور كل الإخوة : { يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ … } [ يوسف : 11 ] . وساعة تسمع قول جماعة فاعلم أن واحداً منهم هو الذي قال ، وأمَّنَ الباقون على كلامه إِما سُكوتاً أو بالإشارة . ولكي يتضح ذلك اقرأ قول الحق سبحانه عن دعاء موسى عليه السلام على فرعون وكان معه هارون . قال موسى عليه السلام : { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } [ يونس : 88 ] . ورد الحق سبحانه على دعاء موسى : { قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا … } [ يونس : 89 ] . والذي دعا هو موسى ، والذين أمَّنَ على الدعوة هو هارون عليه السلام . وهكذا نفهم أن الذي قال : { يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ } [ يوسف : 11 ] . تلك الكلمات التي وردتْ في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها ، هو واحد من إخوة يوسف ، وأمَّن بقية الإخوة على كلامه . وقولهم : { مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ } [ يوسف : 11 ] . يدل أنه كانت هناك محاولات سابقة منهم في ذلك ، ولم يوافقهم الأب . وقولهم : { وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ } [ يوسف : 11 ] . يعني أنهم سوف ينتبهون له ، ولن يحدث له ضرر أو شرّ وسيعطونه كل اهتمام فلا داعي أن يخاف عليه الأب . ويستمر عَرْض ما جاء على لسان إخوة يوسف : { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً … } .