Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 96-96)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وحين حضر البشير ، وهو كما تقول الروايات كبير الإخوة ويُقال أيضاً : إنه يهوذا وهو مَنْ رفض أن يغادر مصر إلا بعد أن يأذن له والده ، أو يأتي حَلٌّ من السماء لمشكلة بقاء بنيامين في مصر ، بعد اتهام أعوان العزيز له بالسرقة ، طبقاً لما أراده يوسف ليستبقي شقيقه معه . ولما جاء هذا البشير ومعه قميص يوسف فألقاه على وجه الأب تنفيذاً لأمر يوسف عليه السلام . وبذلك زال سبب بكاء يعقوب ، وفَرِح يعقوب فرحاً شديداً لأنه في أيام حزنه على يوسف ، وابيضاض عينيه من كثرة البكاء حدَّثه قلبه بالإلهام من الله أن يوسف ما زال حياً وكان البكاء عليه من بعد ذلك هو بكاء من فَرْط الشوق لرؤية ابنه . وكذلك قد يكون يوسف قد علم بالوحي من الله أن إلقاء القميص على وجه أبيه يردُّ إليه بصره ، بإذن من الحق سبحانه وتعالى ، فضلاً عن أن الفرح له آثار نفسية تنعكس على الحالة الصحية ، وهكذا تجلَّتْ انتصارات الحقِّ والنبوة . وقال يعقوب عليه السلام : { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ يوسف : 96 ] . ولم يَقُلْ ذلك إذلالاً لهم ، بل ليعطي الثقة والتوثيق لأخبار كل نبي ، وأن الواقع قد أيَّد الكلام الذي قاله لهم : { يٰبَنِيَّ ٱذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ } [ يوسف : 87 ] . فإذا جاءكم خبر من معصوم إياكم أن تقفوا بعقولكم فيه لأن العقول تأخذ مُدْركات الأشياء على قَدْرها ، وهناك أشياء فوق مُدْركات العقول . وحِين يُحدِّثكم معصوم عن ما فوق مُدْركات عقولكم إياكم أن تُكذِّبوه سواء فهمتم ما حدَّثكم عنه ، أو لم تستوعبوا حديثه عَمَّا فوق مُدْركات العقول . وهنا يقرّ إخوة يوسف بذنوبهم فيقول الحق سبحانه : { قَالُواْ يٰأَبَانَا ٱسْتَغْفِرْ … } .