Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 9-9)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والقتل هو قمة ما فكّروا فيه من شرّ ولأنهم من الأسباط هبط الشر إلى مرتبة أقل فقالوا : { أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضاً … } [ يوسف : 9 ] . فكأنهم خافوا من إثم القتل وظنوا بذلك أنهم سينفردون بحبِّ أبيهم لأنهم قالوا : { يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ … } [ يوسف : 9 ] . والوجه هو الذي تتم به المواجهة والابتسام والحنان ، وهو ما تظهر عليه الانفعالات . والمقصود بـ : { يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ … } [ يوسف : 9 ] . هو ألا يوجد عائق بينكم وبين أبيهم . وقولهم : { وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } [ يوسف : 9 ] . أي : أنهم يُقدِّرون الصلاح ويعرفون أن الذي فكَّروا فيه غيرُ مقبول بموازين الصلاح ولذلك قالوا : إنهم سيتوبون من بعد ذلك . ولكن : ما الذي أدراهم أنهم سوف يعيشون إلى أن يتوبوا ؟ وهم بقولهم هذا نَسُوا أن أمر المَوْت قد أُبهم حتى لا يرتكب أحدٌ المعاصيَ والكبائرَ . أو : أن يكون المقصود بـ : { قَوْماً صَالِحِينَ } [ يوسف : 9 ] . هو أن يكونوا صالحين لحركة الحياة ، ولعدم تنغيص علاقتهم بأبيهم فحين يخلُو لهم وجهه سيرتاحون إلى أن أباهم سيعدل بينهم ، ويهبُهم كل حبه فيرتاحون . أو أن يكون المقصود بـ : { قَوْماً صَالِحِينَ } [ يوسف : 9 ] . أن تلك المسألة التي تشغل بالهم وتأخذ جزءاً من تفكيرهم إذا ما وجدوا لها حلاً فسيرتاح بالهم فينصلح حالهم لإدارة شئون دنياهم . وهكذا نفهم أن سعيهم إلى الصلاح : منوط بمراداتهم في الحياة ، بحسب مفهومهم للصلاح والحياة . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ … } .