Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 15-15)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
و " استفتح " تعني طلب الفتح ، وهناك فتح ، واستفتح . وكلمة " فتح " تدل على أن شيئاً مُغْلقاً ينفتح ، ومرّة يكون المقصود بالكلمة أمراً حسياً وأحياناً يكون الأمر معنوياً ، ومرة ثالثة يكون الفتح بمعنى الفصْل والحُكْم . والمثل على الأمر الحِسيّ قول الحق سبحانه : { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ … } [ يوسف : 65 ] . ومرَّة يكون الفَتْح معنوياً وبمعنى سابقة الخير والعلم ، كقول الحق سبحانه : { وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ … } [ البقرة : 76 ] . وكذلك قول الحق سبحانه : { مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ … } [ فاطر : 2 ] . أما المَثل على الفَتْح بمعنى الفَصْل في الأمر ، فالمثل هو قول الحق سبحانه : { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ } [ الأعراف : 89 ] . وهكذا نجد للفتْح معاني متعددة ، وكلها تدور حول المغاليق هي تٌفَضّ ، ويُطلَق الفتح آخر الأمر على النصر ، والمثل هو قول الحق سبحانه : { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } [ النصر : 1 ] . وهنا يقول الحق سبحانه : { وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } [ إبراهيم : 15 ] . وهم طلبوا الفتح بمعنى طلبوا النصر ، وكانت تلك خيبةً من الكفار فَهُمْ طلبوا الفتح أي النصر وهم قد فعلوا ذلك مظنّة أن عندهم ما ينصرهم . وكيف ينصرهم الله وهم كافرون ؟ لذلك يُخيِّب الله ظنهم ويحكم عليهم بمصير كل مَنْ عاش جباراً في الأرض ، متكبراً عن عبادة ربه . ويقول سبحانه : { وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } [ إبراهيم : 15 ] . والجبار هو مَنْ يقهر الناس على ما يريده والمقصود هنا هم المُتكبِّرون عن عبادة الحق سبحانه وتعالى ، ويعاندون في مسألة الإيمان به سبحانه . وماذا ينتظرهم من بعد ذلك ؟ يقول الحق سبحانه : { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ … } .