Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 60-60)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ونعلم في اللغة أنه إذا توالتْ استثناءات على مُستثنى منه نأخذ المُسْتثنى الأول من المُسْتثنى منه ، والمستثنى الثاني نأخذه من المستثنى الأول ، والمستثنى الثالث نأخذه من المستثنى الثاني . والمثل أن يقول لك من تدينه " لك عشرة جنيهات إلا أربعة " أي : أنه أقرَّ بأن لك ستة جنيهات ولكنك تنظر إليه لعلَّه يتذكر كم سدَّد إليك ؟ فيقول : " لك إلا درهماً " وهكذا يكون قد أقرَّ بسبعة دراهم كَدَيْن بعد أنْ كان قد أقرَّ بستة ذلك أنه قال : " لك عشرة جنيهات إلا أربعة " ، ثم أضاف : " إلا درهماً " . وهكذا يكون قد استثنى من الأربعة الجنيهات التي قال إنه سَدَّدها لك جنيهاً آخر وبذلك يكون ما سدده من دين ثلاث جنيهات ، وبقي عنده سبعة جنيهات . والحق سبحانه هنا يستثني امرأة لوط من الذين استثناهم من قبل للنجاة ، وهم آل لوط ، والملائكة التي تقول ذلك لم تُقدِّر الأمر بإهلاك امرأة لوط بل هي تُنفّذ التقدير الأعلى فسبحانه هو مَنْ قدَّر وأمر : { إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ } [ الحجر : 60 ] . والغابر هنا بمعنى داخل أو هو من أسماء الأضداد وهي لن تنجو لأن مَنْ تقررتْ نجاتهم سيتركون القرية وسيهلك مَنْ يبقى فيها ، وامرأة لُوط من الباقين في العذاب والاستثناء من النفي إثبات ومن الإثبات نفي ، فاستثناء امرأة لُوط من الناجين يلحقها بالهالكين . وتنتقل السورة من إبراهيم إلى لوط - عليه السلام - فيقول الحق سبحانه : { فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ … } .