Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 69-69)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : ضَعُوا بينكم وبين عقاب الحق لكم وقاية ولا تكونوا سبباً في إحساسي بالخِزي والعار أمام ضيوفي بسبب ما تَرغبُون فيه من الفاحشة . والاتقاء من الوقاية ، والوقاية هي الاحتراس والبعد من الشر ، لذلك يقول الحق سبحانه : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } [ التحريم : 6 ] . أي : اجعلوا بينكم وبين النار وقاية ، واحترسوا من أن تقعوا فيها ، بالابتعاد عن المحظورات ، فإن فِعْل المحذور طريق إلى النار ، والابتعاد عنه وقاية منها ، ومن عجيب أمر هذه التقوى أنك تجد الحق سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم - والقرآن كله كلام الله . يقول : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ … } [ البقرة : 194 ] . ويقول : { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ … } [ آل عمران : 131 ] . كيف نأخذ سلوكاً واحداً تجاه الحق سبحانه وتعالى وتجاه النار التي سيعذب فيها الكافرون ؟ والمعنى : لا تفعلوا ما يغضب الله حتى لا تُعذَّبوا في النار ، فكأنك قد جعلت بينك وبين النار وقاية بأن تركت المعاصي ، وإن فعلتَ المأمورات ، ورضيتَ بالمقدورات ، وابتعدت عن المحذورات ، فقد اتقيت الله . ولكنهم لم يستجيبوا له ، بدليل أنهم تَمادَوْا في غِيِّهم وقالوا ما أورده الحق سبحانه : { قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ … } .