Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 71-71)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : أنكم إنْ كُنتم مُصرِّين على ارتكاب الفاحشة فلماذا لا تتزوجون من بناتي ؟ ولقد حاول البعضُ أن يقولوا : إنه عرض بناته عليهم ليرتكبوا معهنَّ الفاحشة وحاشا لله أن يصدر مثل هذا الفعل عن رسول ، بل هو قد عرض عليهم أن يتزوجوا النساء . ثم إن لوطاً كانت له ابنتان اثنتان ، وهو قد قال : { هَؤُلآءِ بَنَاتِي … } [ الحجر : 71 ] . أي : أنه تحدث عن جمع كثير ذلك أن ابنتيه لا تصلحان إلا للزواج من اثنين من هذا الجمع الكثيف من رجال تلك المدينة ، ونعلم أن بنات كل القوم الذين يوجد فيهم رسول يُعتبرْنَ من بناته . ولذلك يقول الحق سبحانه ما يُوضّح ذلك في آية أخرى . { أَتَأْتُونَ ٱلذُّكْرَانَ مِنَ ٱلْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ } [ الشعراء : 165 - 166 ] . أي : أن لوطاً أراد أنْ يردَّ هؤلاء الشواذ إلى دائرة الصواب ، والفعل الطيب . وذيَّل كلامه : { إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } [ الحجر : 71 ] . ليوحي لهم بالشكِّ في أنهم سيُهينون ضيوفه بهذا الأسلوب المَمْجوج والمرفوض . ويقول سبحانه من بعد ذلك : { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ … } .