Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 94-94)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : افرغ لِمُهمتك فالصّدع تصنع شقاً في متماسك ، كما نشق زجاجاً بالمشرط الخاص بذلك ، أو ونحن نصنع شقاً في حائط . والرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء لِيشقَّ الكفر ويهدم الفساد القوي المتماسك الذي يَقْوي بقوة صناديد قريش . وقد شاع ذلك المصطلح " الصدع " في الزجاج لأن أيَّ شقٍّ في أيِّ شيء من الممكن أنْ يلتئمَ إلا في الزجاج لأنه يصعب أن يجمع الإنسان الفتافيت والقطع الصغيرة التي تنتج من صدعه ، وقد جاء الإيمان ليصدع بنيان الكفر والفساد المتماسك . وقول الحق سبحانه : { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ الحجر : 94 ] . أي : أَعْطِهم عرض كتفيك ، ولا تسأل عنهم فَهُم لن يُسلِموا لك ، ذلك أنهم مستفيدون من الفساد الذي جِئْتَ أنت لتهدمه ، ولكنهم سيأتون لك تباعاً بعد أن تتثبت دعوتُك ، وتصل قلوبهم إلى تيقُّن أن ما جئتَ به هو الحق . والمثَل هو إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص فقد قالا : " لقد استقر الأمر لمحمد ، ولم تَعُدْ معارضتنا له تفيد أحداً " ، ودخلاَ الإسلام . ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك : { إِنَّا كَفَيْنَاكَ … } .