Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 96-96)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : أن هؤلاء المشركين الذين يَهْزءون بك لهم عذابهم ذلك أنهم أشركوا بالله سبحانه ، وحين يقول الحق سبحانه : { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [ الحجر : 96 ] . ففي هذا القول استيعاب لكل الأزمنة ، أي : سيعلمون الآن ومن بعد الآن ، فكلمة " سوف " تتسع لكل المراحل ، فالحق سبحانه لم يأخذهم جميعاً في مرحلة واحدة ، بل أخذهم على فترات . فحين يأخذ المُتطرِّف في الإيذاء قد يرتدع مَنْ يُؤذِي ، ويتراجع عن الاستمرار في الإيذاء ، وقد يتحوّل بعضهم إلى الإيمان فمَنْ كانت شِدّته على رسول الله صلى الله عليه وسلم تصبح تلك الشدة في جانب الرسول صلى الله عليه وسلم . وها هو المثَلُ واضح في عكرمة بن أبي جهل يُصَاب في موقعة اليرموك فيضع رأسه على فَخذِ خالد بن الوليد ويسأله : يا خالد ، أهذه ميتة تُرضِي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيرد خالد : " نعم " . فيُسلِم الروح مُطْمئناً . وهؤلاء المستهزئون قد أشركوا بالله فلم تنفعهم الآلهة التي أشركوها مع الله شيئاً ، وحين يتأكد لهم ذلك فَهُمْ يتأكدون من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أبلغ عن الحق سبحانه . ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ … } .