Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 20-20)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : أنهم لا يستطيعون أنْ يخلقوا شيئاً بل هم يُخْلقون ، والأصنام كما قُلْنا من قبل هي أدنى مِمَّنْ يخلقونها ، فكيف يستوي أنْ يكونَ المعبود أَدْنى من العابد ؟ وذلك تسفيهٌ لعبادتهم . ولذلك يقول الحق سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام لحظةَ أنْ حطَّم الأصنام ، وسأله أهله : مَنْ فعل ذلك بآلهتنا ؟ وأجاب : { قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا … } [ الأنبياء : 63 ] . فقالوا له : إن الكبير مجرَّد صنم ، وأنت تعلم أنه لا يقدر على شيء . ونجد القرآن يقول لأمثال هؤلاء : { أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } [ الصافات : 95 ] . فهذه الآلهة - إذن - لا تخلق بل تُخلق ، ولكن الله هو خالق كل شيء ، وسبحانه القائل : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ } [ الحج : 73 ] . ويذكر الحق سبحانه من بعد ذلك أوصاف تلك الأصنام : { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ … } .