Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 5-5)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والدِّفْءُ هو الحرارة للمبرود ، تماماً مثلما نعطي المحرور برودة ، وهذا ما يفعله تكييف الهواء في المنازل الحديثة . نجد الحق سبحانه هنا قد تكلَّم عن الدفء ولم يتكلم عن البرد ، ذلك أن المقابل معلوم ، وهو في آية أخرى يقول : { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ … } [ النحل : 81 ] . وهذا ما يحدث عندما نسير في الشمس الحارة فنضع مِظلة فوق رؤوسنا لتقينا حرارة الشمس الزاعقة الشديدة . ونحن في الشتاء نلبس قلنسوة أي : نلفّ شيئاً حول رؤوسنا ، وهكذا نعلم أن اللباس يفعل الشيء ومقابله ، بشرط أن يختار الإنسانُ اللباسَ المناسب للجوِّ المناسب . وفي الأنعام منافع كثيرة فنحن نشرب لبنها ، ونصنع منه الجُبْن والسمن ونجزّ الصوف لنغزل وننسج منه ملابس صوفية ، وتحمل الأثقال ، ونستفيد من ذريتها وكذلك نأكل لحومها . ونحن نعلم أن الأنعام قد جاء تفصيلها في موقع آخر حين قال الحق سبحانه : { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ … } [ الأنعام : 143 ] . وهي الضَّأن والمَعْز والإبل والبقر . ونعلم أن الدِّفْءَ يأتي من الصُّوف والوَبَر والشَّعْر ، ومَنْ يلاحظ شعر المَعْز يجد كل شَعْرة بمفردها لكن الوبر الذي نجزه من الجمل يكون مُلبداً وهذا دليل على دِقّة فَتْلته ، أما الصوف فكل شعرة منه أنبوبة أسطوانية قَلْبُها فارغ . ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك : { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ … } .