Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 27-27)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي بعد هذه الأسئلة التي سألك كفار مكة إياها ، وأخبرك الله بها فأجبتهم ، اعلم أن لك رباً رفيقاً بك ، لا يتخلّى عنك ولا يتركك لكيدهم ، فإنْ أرادوا أن يصنعوا لك مأزقاً أخرجك الله منه ، وإياك أنْ تظنَّ أن العقبات التي يقيمها خصومك ستُؤثّر في أمر دعوتك . وإنْ أبطأتْ نُصْرة الله لك فاعلم أن الله يريد أنْ يُمحِّص جنود الحق الذين يحملون الرسالة إلى أن تقوم الساعة ، فلا يبقى في ساحة الإيمان إلا الأقوياء الناضجون ، فالأحداث والشدائد التي تمرُّ بطريق الدعوة إنما لتغربل أهل الإيمان حتى لا يصمد فيها إلا مَنْ هو مأمون على حَمْل هذه العقيدة . وقوله : { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ … } [ الكهف : 27 ] لأن كلمات الله لا يستطيع أحد أنْ يُبدِّلها إلا أنْ يكون معه سبحانه إله آخر ، فما دام هو سبحانه إلهاً واحداً لا شريك له ، فاعلم أن قوله الحق الذي لا يُبدّل ولا يُغيّر : { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } [ الكهف : 27 ] أي : ملجأ تذهب إليه لأن حَسْبك الله وهو نِعْم الوكيل ، كما قال تعالى : { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ العنكبوت : 51 ] . ثم يقول الحق سبحانه وتعالى : { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِيِّ … } .