Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 68-68)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فلا تحزن لأني قُلت : لن تستطيع معي صبراً لأن التصرفات التي ستعترض عليها ليس لك خُبر بها ، وكيف تصبر على شيء لا عِلْمَ لك به ؟ ونلحظ في هذا الحوار بين موسى والخضر - عليهما السلام - أدبَ الحوار واختلافَ الرأي بين طريقتين : طريقة الأحكام الظاهرية ، وطريقة ما خلف الأحكام الظاهرية ، وأن كلاً منهما يقبَل رأْيَ الآخر ويحترمه ولا يعترض عليه أو يُنكره ، كما نرى أصحاب المذاهب المختلفة ينكر بعضهم على بعض ، بل ويُكفِّر بعضهم بعضاً ، فإذا رأَوْا مثلاً عبداً مَنْ عباد الله اختاره الله بشيء من الفيوضات ، فكانت له طريقة وأتباع نرى مَنْ ينكر عليه ، وربما وصل الأمر إلى الشتائم والتجريح ، بل والتكفير . لقد تجلَّى في قول الخضر : { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً } [ الكهف : 68 ] مظهر من مظاهر أدب المعلّم مع المتعلِّم ، حيث احترم رأيه ، والتمس له العُذْر إن اعترض عليه ، فلكُلٍّ منهما مذهبه الخاص ، ولا يحتج بمذهب على مذهب آخَر . فماذا قال المتعلم بعد أن استمع إلى هذه الشروط ؟ { قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ … } .