Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 71-71)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱنْطَلَقَا } سارا معاً ، حتى ركبا سفينة ، وكانت مُعَدَّة لنقل الركاب ، فما كان من الخضر إلا أنْ بادر إلى خَرْقها وإتلافها ، عندها لم يُطِق موسى هذا الأمر ، وكبُرت هذه المسألة في نفسه فلم يصبر عليها فقال : { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } [ الكهف : 71 ] . أي : أمراً عجيباً أو فظيعاً . ونسي موسى ما أخذه على نفسه من طاعة العبد الصالح وعدم عصيانه والصبر على ما يرى من تصرفاته . كأن الحقَّ - تبارك وتعالى - يريد أن يُعلِّمنا أن الكلام النظري شيء ، والعمل الواقعي شيء آخر ، فقد تسمع من أحدهم القول الجميل الذي يعجبك ، فإذا ما جاء وقت العمل والتنفيذ لا تجد شيئاً لأن الكلام قد يُقَال في أول الأمر بعبارة الأريحية ، كمن يقول لك : أنا رَهْن أمرك ورقبتي لك ، فإذا ما أحوجك الواقع إليه كنت كالقابض على الماء لا تجد منه شيئاً . ونلحظ هنا أن موسى - عليه السلام - لم يكتف بالاستفهام : { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا … } [ الكهف : 71 ] بل تعدَّى إلى اتهامه بأنه أتى أمراً منكراً فظيعاً لأن كلام موسى النظري شيء ورؤيته لخرق السفينة وإتلافها دون مبرر شيء آخر لأن موسى استحضر بالحكم الشرعي إتلاف مال الغير ، فضلاً عن إغراق ركاب السفينة ، فرأى الأمر ضخماً والضرر كبيراً ، هذا لأن موسى يأخذ من كيس والخضر يأخذ من كيس آخر .