Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 14-14)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فرغم أن يحيى عليه السلام جاء أبويْه في حال كِبَرهما وضعفهما ، ولم يجد منهما الحنان الكافي والتربية المناسبة ، ولم يشعر معهما بالأُبوة الكاملة ، فكان دورهما في حياته ثانوياً ، وحمايلهم عليه باهتة متواضعة ، مع هذا كله كان باراً بهما حانياً عليهما . وقال عنه أيضاً : { وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً } [ مريم : 14 ] . وصفة الجبروت وصفة العصيان لا يُتصوَّران من الولد على والديه ، إلا حين يرى من أبيه شروداً عنه وانصرافاً عن رعايته ، وحين يرى من أمه انشغالاً عن تربيته ، فهي تاركة له غير مُراعية لحقه . لذلك نرى صوراً من هذا الجبروت ومن هذا العصيان ، ونسمع مَنْ يقسو على أمه وعلى أبيه لأنه لم يجد منهما العطف والحنان والرعاية ، فتقطعتْ بينهما أواصر الأبوة . ويبدو أن زكريا حكى لولده ما حدث ، وقصَّ عليه قِصّته ، فتفهَّم الولد دور والديه ونفى عنهما أيّ تقصير ، فكان بهما باراً رحيماً ، ولهما طائعاً متواضعاً . ثم يقول الحق سبحانه : { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ … } .