Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 29-29)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : حين قال القوم ما قالوا أشارتْ إلى الوليد وهي واثقة أنه سيتكلم ، مطمئنة إلى أنها لا تحمل دليل الجريمة ، بل دليل البراءة . فلما أشارتْ إليه تقول لقومها : اسألوه ، تعجَّبُوا : { قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } [ مريم : 29 ] ونلاحظ في قولهم أنهم لم يستبعدوا أنْ يتكلّمَ الوليد ، فلم يقولوا : كيف يتكلم مَنْ كان في المهد صبياً ؟ بل قالوا : { كَيْفَ نُكَلِّمُ … } [ مريم : 29 ] أي : نحن ، فاستبعدوا أنْ يكلموه ، فكأنهم يطعنون في أنفسهم وفي قدرتهم على فَهْم الوليد إنْ كلَّمهم . والمهد : هو المكان الممهد المعَدّ لنوم الطفل ، لأن الوليد لا يقدر أن يبعد الأذى عن نفسه ، فالكبير مثلاً يستطيع أنْ يُمهد لنفسه مكان نومه ، وأن يُخرِج منه ما يُؤرِّق نومه وراحته ، وعنده وَعْي ، فإذا آلمه شيء في نومه يستطيع أنْ يتحلَّل من الحالة التي هو عليها ، وينظر ماذا يؤلمه . ثم يقول الحق سبحانه : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ … } .