Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 40-40)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كيف يقول الحق سبحانه : { نَرِثُ ٱلأَرْضَ … } [ مريم : 40 ] وهي والكون كله مِلْك له تعالى ؟ قالوا : لأنه تبارك وتعالى هو المالك الأعلى ، وقد ملَّك من خَلْقه من ملَّك ، هذا في الدنيا ، أما في الآخرة فليس لأحد ملك على شيء ، ليس للإنسان سيطرة حتى على جوارحه وأعضائه ، فالأمر كله يومئذ لله تعَالى ، فيُردّ الملْك إلى صاحبه الأعلى ، ولا أحدَ يرث هذا الملْكَ إلا الله تعالى . لذلك ، فالذين اغترُّوا بنعم الله في الدنيا فظنوا أن لهم مثْلها في الآخرة ، فقال أحدهم : { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً } [ الكهف : 36 ] نقول له : لا ، صحيح ستُردّ إلى ربك ، لكن لن يكون لك عنده شيء لأن الذي ملّكك في الدنيا ملّكك من باطن مِلكيته تعالى ، فإذا ما جاءت الآخرة كان هو الوارث الوحيد . وقوله : { وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [ مريم : 40 ] أي : أن الأمر لا يتوقف على أنْ نرث مُلْكهم ، ويذهبوا هم لحال سبيلهم ، بل سنرث مُلْكهم ، ثم يرجعون إلينا لنحاسبهم فلن يخرجوا هم أيضاً من قبضة الملكية . ثم يقول الحق سبحانه : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ … } .