Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 242-242)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فنحن نعرف مما سبق أن الآيات هي الأمور العجيبة ، والحق سبحانه وتعالى حين ينبه العقل إلى استقبال حكم بالتعقل يكون العقل المحض لو وجه فكره إلى دراسة أسباب هذا الموضوع فلن ينتهي إلا إلى هذا الحكم . ولذلك تجد أن الحق سبحانه وتعالى يترك لبعض المشادات في التعامل والثارات في الخصومة أن تخرج عن حكم ما شرع الله في أي شيء من الأشياء التي تقدمت ، ثم يصيب المجتمع شر من المخالفة ، وكأنه بذلك يؤكد حكمته في تشريع ما شرع . وإلا لو لم تحدث من المخالفات شرور لقال الناس : إنه لا داعي للتشريع . ولتركوا التشريع دون أن يصيبهم شر . إذن فحين لا نلتزم بالتشريع فالمنطق والكمال الكوني أن تحدث الشرور لأنه لو لم تحدث الشرور لاتهم الناس منهج الله وقالوا : إننا لم نلتزم يا رب بمنهجك ، ومع ذلك لا شرور عندنا . فكأن الشرور التي نجدها في المجتمع تلفتنا إلى صدق الله وكمال حكمته في تحديد منهجه . وهكذا يكون المخالفون لمنهج الله مؤيدين لمنهج الله . وبعد ذلك ينتقل الحديث إلى علاج قضية إيمانية وهو أن الله حين يقدر قدراً لا يمكن لمخلوق أن يفلت من هذا القدر ، يقول سبحانه : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ … } .