Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 99-99)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

انتقل الله سبحانه وتعالى بعد ذلك إلى تأكيد صدق رسالة محمد عليه الصلاة والسلام … وأن الآيات فيها واضحة بحيث إِن كل إنسان يعقل ويريد الإيمان يؤمن بها … ولكن الذين يريدون الفسق والفجور … هم هؤلاء الذين لا يؤمنون … ما معنى الآيات البينات ؟ إن الآية هي الأمر العجيب … وهو عجيب لأنه معجز … والآيات معجزات للرسول تدل على صدق بلاغه عن الله … وهي كذلك الآيات في القرآن الكريم … وبينات معناها أنها أمور واضحة لا يختلف عليها ولا تحتاج إلى بيان : { وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ } [ البقرة : 99 ] … والفسق هو الخروج عن الطاعة وهي مأخوذة من الرطبة … البلح قبل أن يصبح رطباً لا تستطيع أن تنزع قشرته ولكن عندما يصبح رطبة تجد أن القشرة تبتعد عن الثمرة فيقال فسقت الرطبة … ولذلك من يخرج عن منهج الله يقال له فاسق . والمعنى أن الآيات التي أيد بها اللهُ سبحانه وتعالى محمداً عليه الصلاة والسلام ظاهرة أمام الكفار ليست محتاجة إلى دليل … فرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يقرأ كلمة في حياته … يأتي بهذا القرآن المعجز لفظاً ومعنى … هذه معجزة ظاهرة لا تحتاج إلى دليل … ورسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا تغريه الدنيا كلها … ليترك هذا الدين مهما أعطوه … دليل على أنه صاحب مبدأ ورسالة من السماء … ورسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يخبر بقرآن موحى من السماء عن نتيجة حرب ستقع بعد تسع سنوات … ويخبر الكفار والمنافقين بما في قلوبهم ويفضحهم … ويتنبأ بأحداث قادمة وبقوانين الكون … وغير ذلك مما احتواه القرآن المعجز من كل أنواع الإعجاز علمياً وفلكياً وكونياً … كل هذه آيات بينات يتحدى القرآن بها الكفار … كلها آيات واضحة لا يمكن أن يكفر بها إلا الذي يريد أن يخرج عن منهج الله ، ويفعل ما تهواه نفسه … إن الإعجاز في الكون وفي القرآن وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم … كل هذا لا يحتاج إلا لمجرد فكر محايد … لنعرف أن هذا القرآن هو من عند الله مليء بالمعجزات لغة وعلماً … وإنه سيظل معجزة لكل جيل له عطاء جديد .