Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 24-24)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فلماذا أرسله إلى فرعون أولاً ، ولم يرسله إلى قومه ؟ قالوا : لأن فرعون فعل فعلاً فظيعاً ، حيث ادعى الألوهية ، وهي القمة في الاعتداء ، ثم استعبد بني إسرائيل ، فلا بُدَّ أن نُصفِّي الموقف أولاً مع فرعون . لذلك حدثت معجزة العصا في ثلاثة مواقف . الأول : وكان لِدُرْبة موسى ورياضته على هذه العملية ، وكانت هذه المرة بين موسى وربه - عز وجل - تدريباً ، حتى إذا أتى وقت مزاولتها أمام فرعون لم يتهيِّب منها أو يتراجع ، بل باشرها بقلب ثابت واثق . والثاني : كان مع فرعون بمفرده ترويعاً له . والثالث : مع السَّحَرة تجميعاً . فكُلُّ موقف من هذه المواقف كان لحكمة وله دور ، وليس في المسألة تكرار كما يدَّعي البعض . وقوله تعالى : { إِنَّهُ طَغَىٰ } [ طه : 24 ] الطغيان : مجاوزة الحدّ ، ومجاوزة الحدِّ يكون بأخْذ ما ليس لك والمبالغة في ذلك ، وليْتَه أخذ من المساوي له من العباد ، إنما أخذ ما ليس له من صفات الله عز وجل . ولما سمع موسى اسم فرعون ، تذكَّر ما كان من أمره في مصر ، وأنه تربَّى في بيت هذا الفرعون الذي ادَّعى الألوهية ، فكيف سيواجهه . كما تذكَّر قصة الرجل الذي وكَزه فقتله ، ثم خرج منها خائفاً يترقب ، فلما شعر موسى أن العبء ثقيل قال : { قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ … } .