Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 33-34)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فهذه هي العِلّة في مشاركة هارون لأخيه في مهمته ، لا طلباً لراحة نفسه ، وإنما لتتضافر جهودهما في طاعة الله ، وتسبيحه وذِكْره . والتسبيح : تقديس الله وتنزيهه ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً ، ذاتاً . فلا ذات مثل ذاته تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ … } [ الشورى : 11 ] لا في الذات ، ولا في الصفات ولا في الأفعال ، فلا تقل : إن سَمْع الله كسَمْعك ، أو أن بصره تعالى كبصرك ، أو أن فِعْله كفِعْلك . والمعنى : نُسبِّحك ونُقدِّسك تقديساً يرفعك إلى مستوى الألوهية الثابتة لك ، فلا نزيد شيئاً من عندنا . وقوله : { نُسَبِّحَكَ كَثِيراً } [ طه : 33 ] أي : دائماً ، فكأن التسبيح يُورِث المسبِّح لذة في نفسه ، والطاعة من الطائع تُورثه لذة في نفسه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " … وجُعِلتْ قرّة عيني في الصلاة " . وكان صلى الله عليه وسلم " إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة " .