Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 59-59)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

معلوم أن الحدث يحتاج إلى مُحدِث له ، ويحتاج إلى مكان يقع عليه ، ويحتاج إلى زمان يحدث فيه ، وقد عرفنا المحدِث لهذا اللقاء ، وهما موسى وهارون من ناحية ، وفرعون وسحرته من ناحية . وقد حدد فرعون المكان ، فقال { مَكَاناً سُوًى } [ طه : 58 ] بقي الزمان لإتمام الحدث لذلك حدده موسى ، فقال : { مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ … } [ طه : 59 ] لأن الحدث لا يتم إلا في زمان ومكان . لذلك لا نقول : متى الله ولا : أين الله ؟ فالحق - تبارك وتعالى - ليس حَدَثاً ، ومتى وأين مخلوقة لله تعالى ، فكيف يحدُّه الزمان أو المكان ؟ وقول موسى { مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ … } [ طه : 59 ] ولم يقُلْ : يوم الاثنين أو الثلاثاء مثلاً ، ويوم الزينة يوم يجتمع فيه كل سُكَّان مصر ، يظهر أنه يوم وفاء النيل ، فيخرجون في زينتهم مسرورين بفيضان النيل وكثرة خيره وبركاته ، وما زالت مصر تحتفل بهذا اليوم . وكان القاضي لا يقضي بأمر الخراج إلا بعد أنْ يطّلع على مقياس النيل ، فإنْ رآه يُوفي بريٍّ البلاد حدَّد الخراج وإلاَّ فلا . لكن ، لماذا اختار موسى هذه اليوم بالذات ؟ لماذا لم يحدد أي يوم آخر ؟ ذلك لأن موسى - عليه السلام - كان على ثقة تامة بنصر الله له ، ويريد أن تكون فضيحة فرعون على هذا الملأ ، ووسط هذا الجمع ، فمِثْل هذا التجمع فرصة لا يضيعها موسى لأن النفس في هذا اليوم تكون مسرورة منبسطة ، فهي أقرب في السرور لقبول الحق من أيِّ وقت آخر . وقوله : { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } [ طه : 59 ] أي : ضاحين ، ويوم الزينة يمكن أن يكون في الصباح الباكر ، أو في آخر النهار ، لكن موسى متمكِّن واثق من الفوز ، يريد أن يتم هذا اللقاء في وضح النهار ، حتى يشهده الجميع . ثم يقول الحق سبحانه وتعالى : { فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ … } .